كشف الحسكي، المحكوم بـ14 سنة من قبل إسبانيا، أن محاكمة أحداث تفجيرات مدريد شابتها العديد من الخروقات ونعت فيها ممثل النيابة العامة المتهمين بـالمورو ، أي المغاربة، وهو ما أثار احتجاج هيئة الدفاع أثناء المحاكمة التي استمرت أربعة أشهر ونصف. وقال الحكسي، الموجود حاليا رهن الاعتقال بسجن سلا بعد تبرئته مؤخرا من قبل القضاء المغربي، أن القاضي الإسباني لم يوجه له أي سؤال عن أحداث 11 مارس أثناء محاكمته بإسبانيا خلال شهر فبراير، بل اكتفى بالاستفسار عن حياته الشخصية، مؤكدا أن ممثل النيابة العامة سرد عليه التهم الموجهة إليه والتي هي عبارة عن نبذة لحياته الشخصية دون الإشارة إلى أحداث 11 مارس . وقال الحسكي، في رسالة توصلت التجديد بنسخة منها، إن المحاكمة استمرت دون أن يرد ذكر اسمي ولو مرة واحدة لا من طرف المتهمين ولا من طرف النيابة العامة نفسها ولا من طرف الشهود الذين بلغ عددهم 650 شاهدا. ومن الطرائف الغريبة التي عرفتها المحكمة، حسب الحسكي، أنه في صيف ,2006 كتبت وسائل الإعلام أنه تم العثور في بيته على مادة خطيرة قيل إنها تستعملها منظمة إيتا الباسكية في تفجيراتها، والحقيقة أن ما عثروا عليه ليس سوى مبيد للحشرات، فصار ينعت بـصاحب الصراصير من لدن وسائل الإعلام الإسبانية، ليضيف أن الشرطة قامت بتزوير الوثائق المتعلقة بالمحجوزات وتمت متابعة الذين تبت تورطهم في تزويرها فطلبت النيابة العامة بسجنهم ست سنوات إلا أن المحكمة برأتهم بعد ذلك ليتم طي هذه الفضيحة يقول المتحدث نفسه. ومن جهة أخرى أوضحت الرسالة أنه في نهاية شهر ماي من سنة ,2007 بثت المحكمة اتصالا مباشرا علنيا من فرنسا مع الشهود وهم ثلاثة أشخاص كان يعرفهم معرفة سطحية، على حد تقوله، فأنكروا كلما نسب إليهم من أقوال بخصوصه. وقال الحسكي كانت أسئلة النيابة العامة للشهود من فرنسا غريبة ومضحكة، مثل هل يصلي حسن الحسكي في المسجد؟ هل عنده هاتف ؟ هل يصافح النساء؟ هل كان يجلس مع أمك حين زارك؟ هل يدخل مواقع الانترنيت؟ هل كان يشاهد قناة الجزيرة؟ . ومن جهة أخرى، تحدث الحسكي في رسالته عن جمال زوكام، المحكوم عليه بـ40 سنة بعد اتهامه بوضع قنابل تفجيرات مدريد، إذ قال إن الإسبان ظلوا يطاردون زوكام لسنوات عدة ويلحون عليه كي يشتغل كعميل لهم نظرا لوجود محله التجاري في منطقة تعج بالمهاجرين ويتوافد عليه الناس من كل الجنسيات، وقد كان يتاجر في الهواتف النقالة والبطاقات الهاتفية، لكنه فوجئ بعدها باتهامه في الملف على خلفية أن البطاقات التي استخدمت في تفجير القطارات عن بعد تم شراؤها من دكانه، رغم أن الذي يبيع البطاقات هو خادم يشتغل معه وليس هو بنفسه، وهذا الخادم لم تستدعه المحكمة لسماع شهادته، كما لم يتم القبض على الهنود بائعي الهواتف التي استعملت في تفجير القطارات رغم اعترافهم أمام المحكمة بذلك، تقول الرسالة. واعتمدت النيابة العامة في إدانتها لزوكام على شهادة متناقضة لثلاث رومانيات ادعين أنهن رأينه في القطار في يوم الأحداث، كل واحدة زعمت أنها رأته في قطار وفي نفس التوقيت، فواحدة في القطار رقم 12 على الساعة الثامنة والأخرى رأته في القطار رقم 18 على الساعة الثامنة والأخرى رأته في القطار رقم 25 على الساعة الثامنة، فيما تم إهمال شهادة والدة جمال و أخوه وجيران بيتهم الذين شهدوا أن جمال كان صبيحة الأحداث نائما في بيته. وبخصوص أوضاع المعتقلين المغاربة داخل السجون الإسباينة، قال الحسكي كنا نعاني من الإهمال واللامبالاة ليس فقط من إدارة السجن بل تم تجاهلنا حتى من المنظمات الحقوقية والصحافة الإسبانية والعالمية، وكنا نعيش ظروفا اشد من التي عاناها معتقلوا غوتنامو، وقد صرح المحامون بذلك أمام المحكمة وكنا نعاني من العنصرية الشديدة والاعتداءات من طرف السجناء حيث تعرض خمسة أشخاص ممن حوكموا في قصية الإرهاب بطعنات مختلفة بالسكاكين.