تنشط الحركات والجمعيات الإسلامية في الهند في ظل واقع معقد يعود إلى طبيعة دولة الهند التي يشهد مجتمعها تنوعًا هائلًا في الديانات والأعراق والمذاهب والأفكار، كما تضيف بعض الأحداث التاريخية مثل استقلال باكستان عن الهند والنزاع حول قضية كشمير تعقيدات إضافية على واقع المسلمين هناك. ورغم أن عدد المسلمين في الهند يقارب الـ160 مليون نسمة وهو رقم كبير قياسًا إلى أعداد المسلمين في بقية دول العالم فإن هذا الرقم لا يغير من وضع المسلمين كأقلية عددية تشكل حوالي 4,13% من عدد السكان في دولة الهند. المعطيات السابقة طرحت على الدوام تحديات وضغوطات على المسلمين في الهند حيث ظلوا في بحث دائم عن كيفية المواءمة بين متطلبات العيش في كنف مجتمع تعددي يشكلون فيه أقلية، وبين مستلزمات الحفاظ على هويتهم الإسلامية وكيفية قراءتها وتحققها في أوضاع غير نمطية مثل التي يعيشها المسلمون في الهند. فالهندوس المتشددون متذكرون كيفية انفصال باكستان على الهند لتكوين دولة إسلامية ينظرون إلى مسلمي الهند على أنهم مشاريع انفصالية محتملة، وهذا ما يؤدي في بعض الأحيان إلى أعمال عنف تستهدف المسلمين، لهذا يبدي المسلمون حذرا شديدا في إبداء تعاطفهم مع القضايا الإسلامية وبالذات فيما يتعلق بقضية كشمير. تتنوع خلفيات وأفكار وطرق عمل المنظمات الإسلامية في الهند فنجد الجماعات السلفية والوعظية والوسطية. والجماعات التي تلعب دورًا سياسيًّا وتلك التي لا تتدخل في السياسة. كما يتنوع نشاطها بين الدعوي والتعليمي والتثقيفي والطبي والإغاثي. وبعض هذه الأنشطة قد يقتصر على المسلمين مثل الدعوي أو التعليمي في حين يستفيد من خدماتها الأخرى وخاصة غير المسلمين أيضا. وقد تأثرت الحركات والجمعيات الإسلامية الهندية بالطبيعة الفدرالية للدولة الهندية التي تتكون من عدد من الولايات ولكل ولاية حكومتها وبرلمانها. لذلك نجد أن الحركات الإسلامية الهندية الكبرى يكون لها أفرع محلية في الولايات، كما أن بعض المنظمات الإسلامية تكون منظمات محلية أو إقليمية تنشط في ولاية واحدة فقط أو في عدد من الولايات المتجاورة.