هل أصبحتم فعلا كما تردد على القائمة السوداء في إيران وممنوعين من زيارتها.. وهل لهذا علاقة بموقفكم في موضوع العلاقات الشيعية السنية؟ فعلا، لقد منعت من زيارة إيران ولا أعلم إن كنت على قائمة سوداء أو من أي لون آخر ولكن لا اعتقد أن للموضوع علاقة بالملف السني الشيعي لأن هناك من علماء السنة من يسمح له بزيارة إيران؛ ولكن ربما يعود المنع إلى خضوع نظام الجمهورية لضغوط النظام التونسي ترجيحا لمصالحه معه على علاقته بحركة إسلامية مضطهدة، وكان من أسباب اضطهادها مناصرتها للثورة الإسلامية، خاصة وأن العلاقات بين النظامين شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا على الأصعدة الاقتصادية والثقافية كان من نتائجه إفساح المجال أمام الدعوة الشيعية. ومن ذلك تأسيس جمعية آل البيت في وقت اشتداد الحملات ضد الحركة الإسلامية وضد الفكرة الإسلامية التي يدين بها عامة التونسيين. ماهو تقييمكم للحركة الإسلامية.. ومارأيكم في الرأي القائل بأنها تفقد بريقها؟ صحوة الإسلام لا تزال على امتداد العالم في حالة مدّ غير مسبوق منذ مئات السنين. امتداد الإسلام في الجغرافيا بمساجده وأقلياته وقيمه غطى كل القارات. الإسلام أسرع الديانات نموا. المسلمون في نمو متواصل كما ونوعا. الإقبال على الإسلام يشتد. التعرف عليه من عموم البشرية يزداد. اكتشافه من قبل أهله والالتزام به في ازدياد. الإقبال على المساجد وعلى الزي الإسلامي للنساء وعلى الكتاب الإسلامي وعلى الاقتصاد الإسلامي وعلى الحزب الإسلامي كله في ازدياد، الإسلام في حال فوران وحيوية رغم كل المعوقات من داخله وخارجه، (...) وفي محتدم البحث عن معالجات سريعة لانهيار الرأسمالية يتحدث الباحثون الاقتصاديون عن ضرورة الاتجاه إلى نسبة فائدة تقترب من الصفر. واضح اليوم أن المشاريع الكبرى التي تقدمت بدائل عن الإسلام تداعت وتتداعى إلى السقوط الواحد بعد الآخر. ولم يبق في وجه المشروع الإسلامي من فكرة مجتمعية؛ اللهم غير أدوات القمع ممثلة في النظام الدولي الذي يتمحض نظاما أمنيا عاريا عن أي مشروع فكري أو خلقي. وليست الأنظمة التي تحكم عالم الإسلام عموما غير امتدادات له (...) وهذا ما يفسر خوف الأنظمة من الأحزاب الإسلامية ومنعها من المشاركة إلا بعد الاطمئنان إلى أنه تم تدجينها واختراقها طولا وعرضا وإفسادها عن طريق إغرائها بالمشاركة في المغنم ـ فالحكم تحول إلى مغنم ـ وليس في القرارات الاستراتيجية الكبرى التي لا تمتلكها هذه الأنظمة نفسها؛ فهي تدار من مراكز السيطرة الدولية، وهو ما يجعل مشروع المشاركة في حكم هذه الأنظمة ليس مرفوضا بإطلاق ولكنه محفوف بأشد الأخطار...... حذرتم من خطورة انتشار فكر القاعدة السلفي الجهادي التكفيري في تونس والمغرب العربي عموما وألقيتم اللوم على بروزه في تونس مثلا على النظام و تهميشه للتيارات الإسلامية المعتدلة مثل حركتكم.. ولكن هناك من يرى أن هذا التيار لم يأت من المريخ وأن للحركات الإسلامية على اختلافها ومن بينها التي تستمد أدبياتها من الإخوان المسلمون دور مباشر وغير مباشر في بروزها؟ على العكس تماما، إن دور الحركات الإسلامية الوسطية وفي طليعتها الإخوان المسلمون كان كبيرا في احتضان أجيال من الشباب وتنشئتهم بعيدا عن فكر العنف والتشدد رغم الأهوال المسلطة على هذه الجماعات التي يشهد لها الجميع بالحكمة والصبر غير أن منهج العنف والاستبداد الذي تنتهجه الأنظمة الدكتاتورية يقطع الطريق على هذه الحركات من أن تؤدي دورها في تربية الشباب وتوجيههم فيصبحون عرضة لتيارات العنف والتطرف خاصة وأن إصرار الجماعات الوسطية على منهج الصبر رغم توالي المحن عليها وارتفاع كلفته عليها بازدياد عدد الشهداء والمساجين يغري الشباب الطري بمنهج العنف بديلا عما يعتقد أنه منهج استسلامي.