أبرزت دراسة علمية حديثة دور انخفاض درجات حرارة الجو خلال موسم البرد، في زيادة عدد الوفيات بين الأوروبيين. وكان باحثون من جامعة أثينا اليونانية، أجروا دراسة شملت خمس عشرة مدينة أوروبية، بغرض تقييم تأثير انخفاض درجات حرارة الجو في المدى القصير، خلال موسم البرد، من جهة زيادة عدد الوفيات بين السكان. وتضمنت الدراسة البحث في حالات الوفيات التي سُجِّلت في تلك المدن، خلال الفترة الواقعة ما بين العام 1990 والعام 2000، حيث تم تحديد الوفيات اليومية التي وقعت فيها خلال موسم البرد، بين شهري تشرين أول (أكتوبر) وآذار (مارس)، بحسب العمر وتبعاً للسبب. وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها الدورية الأمريكية للوبائيات في إصدارها الإلكتروني المبكر للخامس عشر من كانون أول (ديسمبر) الحالي، إلى أنّ انخفاض درجة حرارة الجو بمقدار درجة مئوية واحدة في الطقس البارد، ارتبط بزيادة مجموع حالات الوفيات خلال اليوم، وبنسبة وصلت إلى 1.35 في المائة. كما أظهرت النتائج ارتباط هذا الانخفاض البسيط في درجات الحرارة، خلال موسم البرد، بزيادة حالات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين، الأمراض التنفسية، والأمراض الوعائية الدماغية، حيث بلغت نسب الزيادة 1.72 في المائة، 3.3 في المائة، 1.25 في المائة على التوالي. وطبقاً لما أشار إليه الباحثون؛ تبيّن أنّ الزيادة في مجموع حالات الوفيات المرتبطة بالبرد كانت أكبر بين المسنين. كما ظهر أنّ سكان المناطق الدافئة هم الأكثر تأثراً بانخفاض درجات الحرارة، فيما يختصّ بزيادة عدد الوفيات بين الأفراد خلال موسم البرد، وفقاً للدراسة. ومن وجهة نظر الباحثين؛ يُعتبر وقوع الوفاة بسبب برودة الطقس مشكلة صحية عامة في أوروبا، وهي يجب أن تحظى بالاهتمام المطلوب، منوِّهين إلى ضرورة عدم التقليل من تأثيرها، بسبب تركيز السلطات هناك على الآثار الصحية لموجات الحرّ على الأفراد.