استقبل قرابة 600 شخص أغلبهم من النساء والشباب بمدينة سيدي إفني الأحد الماضي القافلة الوطنية الثانية للتضامن مع ساكنة المدينة، خاصة النساء ضحايا الانتهاكات، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء؛ الذي يصادف 25 نونبر من كل سنة. جاء هذا التضامن مع نساء وشابات المدينة اللائي أصبن بشتى أنواع التنكيل والتعذيب خلال الأحداث الأليمة التي عرفتها المدينة يوم السبت 7 يونيو ,2008 وكذا أيام 18 و19 و20 غشت من نفس السنة، وفي كلمة الهيآت المنظمة للقافلة التي تلاها أمام نساء وشباب مدينة سيدي إفني منسق القافلة عبد الإله بن عبد السلام، أكدت الجمعيات الحقوقية والمدنية المشاركة، على أن انتفاضة الكرامة بسيدي إفني وضعتنا كهيئات حقوقية أمام امتحان عسير، بالنظر إلى المهام التي نقوم بها حماية لحقوق الإنسان والنهوض بها، وانطلاقا من مسؤوليتنا في متابعة الانتهاكات والتصدي لها، ومساءلة مرتكبيها والعمل من أجل إنصاف ضحاياها، وأضافت أن ما شهدته إفني من انتهاكات كان فظيعا وممارسة عقاب جماعي ضد الساكنة، وانتهاك حرمة المساكن وسطو ونهب الحلي والمجوهرات، والهواتف النقالة والحواسيب، وما تعرضت له المرأة لعدد من الانتهاكات. وأضافت أن المبادرة تأتي في إطار العمل على إطلاق سراح المعتقلين المرتبطين بالأحداث، وإسقاط المتابعات عنهم وفتح حوار مع الساكنة وممثليه، وتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب ومحاسبة الجهات التي أعطت الأوامر للقوات التي ارتكبت هه من الانتهاكات، بالإضافة إلى تعويض المواطنين وإرجاع المسروقات، كما أكدت أن المدينة بقيت بالرغم من كفاحية أبنائها خارج البرامج؛ سواء في مجال التعليم أو الفلاحة أو السكن اللائق أو الشغل لشبابها. وفي الإطار ذاته وزعت الهيئات المشاركة في القافلة بلاغا أكدت من خلاله أن ما تعرضت له جماهير سيدي إيفني من اعتداءات على أيدي القوات العمومية مست الحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي للمواطنين، وخصوصا النساء، يجعل الحدث البارز ضمن لائحة الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة المغربية خلال هذه السنة، إذ وصلت هذه الاعتداءات حد مداهمة البيوت والاعتداء بالضرب والسب والشتم على النساء من جهته، أكد عبد المولى المروري، عضو منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، بأن المشاركة في القافلة الحالية تأتي انسجاما مع الخط النضالي للمنتدى، والذي يتمثل خحسب تعبيره- في السعي نحو تحقيق الكرامة للمواطن المغربي، ومتابعة وكشف جميع الخروقات التي يكون المواطن المغربي ضحيتها، وذلك في أفق السعي نحو وضع مقترح في كيفية سن قوانين تخص متابعة الجناة الذين أوقعوا هذه الانتهاكات، وطالب في حديث لـالمساء بـالإطلاق الفوري لجميع المعتقلين، ومؤازرة أسرهم، كما دعا جميع الأطراف إلى المساهمة في وضع إطار تنموي ينقذ مدينة سيدي إفني من وبال الضعف الذي تعاني منه، خاصة في مجال البنية التحتية، وإعطاء أمل لهذه الساكنة لتحقيق مطالبها الخمسة والمشروعة . يذكر أن السكرتارية المحلية لسيدي إفني وزعت قبل حلول القافلة بيانا خ توصلت التجديد بنسخة منه؛ تحث فيه ساكنة إفني على الخروج بكثافة لاستقبال القافلة التضامنية، وتحيي الجمعيات الحقوقية والمدنية المشاركة في القافلة التضامنية كما دعت إلى الافراج عن المعتقلين عقب الأحداث .