قال قيادي رفيع في المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) الذي يرأسه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وأحد مؤسسيه إن المؤتمر الشعبي العام بعد التسعينيات أصبح مختلفا تماما عن ذي قبل، إذ كل من دخل أو انضم (للمؤتمر) لم يعد يستوعب أو يقرأ الميثاق الوطني(الوثيقة الرئيسية في الحزب الحاكم)، وإن هناك إستراتيجية سياسية واقتصادية بالمؤتمر اليوم إنما لغرض أن يحصل العضو على منصب أو يدير عملا سياسيا ليس إلا . وردا على تصريحات مصدر مسؤول في الحزب الحاكم الذي نفى وجود أزمة سياسية في البلاد أكد القيادي المؤتمري عبد السلام العنسي أن البلاد تعيش أزمة وطنية حادة، قابلة للانفجار إذا ما أصر الحزب الحاكم على الإنفراد بالانتخابات بعيدا عن التوافق الوطني. وكان المصدر المسؤول في الحزب الحاكم قال لا وجود لأي أزمة أو احتقان سوى في عقول هؤلاء ونفوسهم المهزومة والمحتقنة نتيجة غرائزهم وشعورهم بالفشل والخيبة التي ظلوا يحصدونها وعجزهم عن تحقيق أي شيء مفيد لهم أو للوطن والمواطنين .وسخر مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام من بعض قيادات أحزاب اللقاء المشترك التي تتحدث عن وجود أزمة، وقال إن مشكلة هؤلاء في (المشترك) أنهم لا يفقهون أبجديات العمل الديمقراطي الذي يكفل لمن يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع وثقتهم أن يضطلع بمسؤولياته في إدارة شئون الحكم وتنفيذ برنامجه الذي نال بموجبه الثقة، وعلى الأقلية أن تحترم إرادة الشعب وتمارس دورها بالمعارضة وتناضل من أجل إقناع الناخبين ببرنامجها ومن ثم الحصول على ثقتهم في جولات انتخابية جديدة وليس عبر الالتفاف على الديمقراطية وتجاوز الدستور والقانون وعرقلة جهود البناء والتنمية ومحاولة التظليل والترويج بثقافة الكراهية والبغضاء في المجتمع . لكن العنسي أوضح في حوار مع يومية (الشموع) الأهلية الصادرة في صنعاء أنه طرح رأيه في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في دورتها الاسثنائية أمام رئيس الجمهورية وصارحه بأنه ليس من مصلحة الوطن ولا الحزب الحاكم ولا من مصلحة الرئيس إجراء انتخابات في ظل ظروف المشكلة السياسية الكبيرة والأزمة الحادة التي تمر بها البلاد سواء فيما يتعلق مع الحوثيين أو الأزمة الدائرة بين أحزاب المشترك والحزب الحاكم، مؤكدا على ضرورة إعطاء فرصة للحوار سنة أو سنتين حتى يتم الوصول إلى التوافق الوطني المطلوب سواء على قضية الانتخابات أو على القضايا التي تخص الوضع السياسي وضوابط المؤسسة الديمقراطية. وأضاف القيادي المؤتمري العنسي من لم يعترف بوجود أزمة فهو خاطئ، وانه هو ذاته كان قد أكد خلال الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام مطلع الشهر الجاري وجود أزمة سياسية، وبرر أهمية خيار تأجيل الانتخابات، وقدم للرئيس مبررات تجعل من هذا الخيار مقبولاً بحكم السياسة والمنطق، غير أن الرئيس لم يستسغ الأمر، فكان كمن يحاول اتقاء سهامه بتعمد إهمال النظر إليه، محاولاً التقليل من شأن ما يقوله، غير أن المحارب القديم، كان بين الفينة والأخرى يتوقف، طالباً منه حسن الإصغاء إليه . وأشار العنسي إلى أن هناك الكثير من أعضاء اللجنة الدائمة ومجلس النواب والشورى يرون صوابية تأجيل الانتخابات لفترة حتى ولو كان هناك خسارة من الأموال وغيرها في عملية اللجان الانتخابية في سبيل الوصول إلى أخف الضرر بدلا من المكابرة والوصول إلى نتائج غير مرضية. وطالب العنسي بتأجيل الانتخابات أو أن يصل الجميع إلى صيغة توافقية كاملة ومعقولة ومنطقية تلبي مصالح الجميع وترعى مصالح الوطن لأن البلاد حسب، العنسي، مقدمة على أزمة سياسية كبيرة أو كارثة سياسية كبيرة في نهاية المطاف.