شككت أوساط سياسية وحزبية في الجهود التي تبذلها حاليا بعض الدول العربية لحل القضية الجنوبية والمتمردين الحوثيين، مؤكدة أن الأوضاع السياسية باتت تستدعي عقد قمة عربية مصغرة يساندها ضغط دولي وإقليمي لإنجاحها. وتوقع المحلل السياسي محمد الغابري فشل الوساطة العربية بسبب انعدام الجدية من قبل السلطات الرسمية التي –كما يقول- ترفض أي مساع تتعارض مع مصالحها الخاصة. ورأى أنه حان الوقت كي تتدخل جامعة الدول العربية وتدعو لعقد قمة عربية لحل المشاكل المتفجرة في اليمن. وعزا الغابري في حديث لفضائية "الجزيرة"، تأزم الأوضاع في البلاد إلى غياب الرؤية الإستراتيجية للدول العربية التي أخذت دور المتفرج على ما يدور من أحداث. من جهته استبعد الكاتب الصحفي والمحلل نجيب اليافعي نجاح الوساطة العربية لأنها استثنت أحزاب اللقاء المشترك -الذي يعد التكتل المعارض الأقوى والمنظم وصاحب الوجود الفعلي على الساحة اليمنية– من جهودها الرامية إلى حل القضية الجنوبية والحوثيين عبر الحوار. واعتبر اليافعي أن هذا الوضع غير سليم، مؤكدا أن الجهود العربية لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم يتم الاستفادة من مشكلة دارفور في السودان والمشكلة السياسية في موريتانيا. وكان عدد من الصحف اليمنية الحزبية والمستقلة كشفت خلال الفترة الماضية عن دور إقليمي خليجي للتدخل في حل الأزمة اليمنية التي تفاقمت وباتت مصدر قلق لجيرانها وللأمن القومي العربي، خاصة مع دخول حرب صعدة مرحلتها السادسة. وقال مصدر يمني رفيع –رفض الكشف عن هويته– إن هناك تحركا دبلوماسيا عربيا تقوده مصر والسعودية والأردن والإمارات العربية بمباركة أمريكية لانتشال اليمن من الأخطار الداخلية المحدقة به في الشمال والجنوب، عبر التنسيق لحوار وطني يشمل جميع القوى اليمنية في الداخل والخارج لحفظ الوحدة اليمنية. وبحسب المصدر فإن هذه الدول أوكلت قيادة التحرك لمصر كونها تحظى بثقة القوى السياسية اليمنية وغير متصلة جغرافيا به، وبالتالي فإن تحركها سيكون موضوعيا ومقبولا ونزيها عند معظم الأطراف، موضحا أن لجنة الوساطة العربية بدأت مباشرة عملها ووضعت جملة من المقترحات أهمها فدرالية مع بقاء الوحدة أو تعيين رئيس وزراء جنوبي يتمتع بصلاحيات تنفيذية واسعة النطاق أو تقليص السلطات الرئاسية. لكن الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك نايف القانص شدد على أن "أي جهد عربي لن يكتب له النجاح ما لم يستجب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم للحوار المفتوح غير المشروط، لأن المشكلة تكمن في السلطات الحاكمة التي لا تعترف بوجود مشكلات في اليمن من الأساس، وهنا تكمن الخطورة". وأضاف القانص أن "اليمن بوضعه الراهن لا يفتقد الحجج التي يستغلها الطامعون للتدخل في شؤونه، وفي مقدمتها تواجد القاعدة على أراضيه والقراصنة المنتشرين في خليج عدن".