افتتح المجلس العلمي المحلي بوجدة موسمه العلمي والثقافي يوم الجمعة الماضي بمحاضرة في موضوع: منظومة القيم المغربية: الفرص والتحديات أطرها الدكتور سمير بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، أشار فيها إلى جملة من الأسباب التي تجعل من الحديث عن القيم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع ما تعرفه القيم بشكل عام من تحولات عميقة أمام تحديات العولمة، وأوضح بودينار أن القيم لا يمكنها أن تتحقق على أرض الواقع إلا بوجود شروط كفيلة بذلك، ولعل أبرزها الإنسان وتمتعه بالحرية الكاملة، إضافة إلى تعدد البدائل، والتكرار والاستمرار، والقدرة على العطاء. وكل هذه المستلزمات تشير أساسا إلى شرط أساسي لتحقيق هذه القيم، ألا وهي الجماعة، وعليه فلا معنى للقيم الفردانية إلا عن طريق الجماعة، ولا يمكننا إدراك القيم والوقوف على تجلياتها في الأسرة النووية، بل في الأسرة الممتدة. وقد ختم المحاضر كلمته بالإشارة إلى جملة من التحديات من قبيل العمل على رصد النصوص التراثية واستثمارها لتعزيز القيم؛ من قبيل العمل المتميز للبيهقي في شعب الإيمان، إضافة إلى الاهتمام بفقه المجتمع، ويمكن التمثيل لذلك بتجربة عمر بن الخطاب في تنظيم الدواوين، أما على مستوى السياق المغربي خصوصا، فهناك الحاجة إلى إعادة ربط القيم بالجانب الأخلاقي، وتوطيد مسار الإجماع داخل الوطن،خصوصا وأن المجتمع المغربي يمتلك فرصا يعز وجود نظير لها من قبيل؛ عدم الانقطاع التاريخي، والحوارية الاجتماعية رغم التحديات الكبرى.أما الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة فقد أعرب في معرض تعقيبه على المحاضرة، على أن الحديث عن القيم اليوم أصبح ضرورة ملحة، وتخصيص المجلس محوره السنوي للحديث عن القيم نابع بالأساس من أننا نعيش مشكلة كبرى تتعلق أساسا بتهاوي القيم وانقراضها يوما بعد آخر، داعيا إلى إدراج مادة باسم القيم المغربية، بهدف غرس هذه القيم في وجدان الناشئة لضمان استمراريتها،موضحا أن العلماء تحدثوا في السابق عن مثل هذه القضايا مشمولين بمفهوم الأمة.ومشيرا في الوقت ذاته، إلى أهمية الاهتمام بالقيم المغربية وترسيخ بنيانها، فلا الانصهار في الشرق حل، ولا الانبهار بالغرب حل،بل لا بد من إحياء قيمنا المغربية، سواء على مستوى الجماعات أو الأفراد، ولمالا إنشاء مرصد وطني لإحياء وترسيخ القيم المغربية تدريسا وتعليما وتعريفا.