أعربت شخصيات نقابية وسياسية مصرية يوم الأربعاء 10 شتنبر 2008 عن إدانتها لِمَا قامت به أجهزة الأمن من منع قافلة كسر الحصار المتجهة إلى غزة من متابعة طريقها. وشدّد النائب عن جماعة الإخوان المسلمين حمدي حسن على رفض سياسة الحكومة المصرية الرامية إلى إحكام الحصار على الشعب الفلسطيني ، مستنكرًا أن تسمح مصر لليهود بدخول سيناء بالهوية الشخصية، بينما تغلق الباب أمام عبور الفلسطينيين إلى أراضيها، وأن تمدّ إسرائيل بالغاز بينما لا يجد أهلنا في فلسطين وقودًا أو كهرباء . ونقلت الجزيرة عن النائب الإخواني قوله: من المفارقات أنه في مثل هذا اليوم العاشر من رمضان منذ 35 عامًا كانت مصر تحارب العدو الصهيوني وأنها تضع إسرائيل الآن في مصاف الدول الصديقة، بل وتقيم مصر جدارًا عازلاً على غزة من خلال إغلاق معبر رفح بوجه أبنائها . من جهته أكّد رئيس حملة كسر الحصار عن غزة المستشار محمود الخضيري أن الشعب المصري لا يمكن أن يرى إخوانه يرضخون تحت وطأة هذا الحصار الذي تفرضه قوى الشر العالمية ولا يتحرك لفك الحصار. وأضاف الخضيري أن الجوع والمرض ينهش في أهل غزة وقد تحرّكت له قلوب الأجانب فهبُّوا لنجدته وإرسال سفينتين لإغاثته ولن تكون قلوب المصريين أقل رحمة من قلوب الغرباء. أما مستشار وزير الخارجية السابق الدكتور عبد الله الأشعل فاعتبر أن كل الحكومات العربية والشعوب العربية، سوف تأثم لأنها ترتع في النعيم والفلسطينيون يجوعون في غزة . وأضاف إذا كان حصار إسرائيل للقطاع جريمة مستمرة فإن العرب شركاء في هذه الجريمة، منتقدًا موقف وزراء الخارجية العرب الذين تجاهلوا موضوع رفع الحصار خلال اجتماعهم الأخير. وشنّ الدكتور عبد الجليل مصطفى منسِّق حركة كفاية هجومًا حادًا على الحكومة المصرية ووصفها بأنها خارج الخدمة ويجب إسقاطها بكل السبل لأنها سمحت لإسرائيل ولأمريكا بمشاركتها في حكم البلاد . واعتبر أن إسرائيل لديها من الحياء ما ليس لدى الحكومات العربية . أما النائب سعد عبود- وهو نائب برلماني مستقل صدر بحقه قرار بعدم الجلوس تحت القبة ستة أشهر– فقد اعتبر أن حصار غزة هو حصار لمصر، وأن رفع الحصار عن غزة مرهون بفك الحصار عن الشعب المصري . وانتقد النائب سماح مصر لتسعين ألف إسرائيلي بدخول سيناء بلا جوازات ولا تأشيرات ومنع الفلسطينيين من الدخول للعلاج، معتبرًا أن غزة محاصرة؛ لأن الشعب المصري محاصر. وكانت سلطات الأمن المصرية قد منعت الأربعاء أربع حافلات كانت تقلّ مواد غذائية وطبية كانت متجهة إلى قطاع غزة، في مبادرة شعبية مصرية لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة. وأعلن الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عبد العظيم المغربي أن الأمن المصري منع الحافلات عند مدخل مدينة الإسماعيلية وأنزلوا النشطاء الذين كانوا بداخلها وتركوهم في حرّ الصيف وهم صائمون وأمروا سائقي الحافلات بالانصراف . وأكّد المغربي أن فتح معبر رفح هو مسئولية مصرية، مفندًا الحجة التي تتخذها الحكومة المصرية بأن إغلاق المعبر هو استجابة لأحكام الاتفاقيات الدولية. وأوضح أن اتفاقيات المعابر هي ليست اتفاقيات دولية لكنها اتفاقيات ذات طبيعة دولية ولا تلزم إلا أطرافها الموقعين عليها فقط وأن مصر ليست طرفًا فيها.