مشكلتي تكمن بعدم الرضى عن أي شيء أفعله، سواء بالتقرب إلى الله أو بتربية الأولاد أو أي شيء آخر. لا أشعر بلذة النجاح أشعر دائمًا بالتقصير بواجباتي، ولا أشعر بقيمة أي عمل. أشعر بفشل مع أني ناجحة في حياتي. أدعو الله دائمًا أن يشعرني بالرضى، ولكن لا أمل. أشعر أن الله غضبان عليّ بسبب حالي، فما السبيل إلى الرضى النفسي؟ وما السبيل لتقوية علاقتي مع الله؟ إن عدم الرضى عن النفس واتهامها بالتقصير هو من شيم المؤمنين قال تعالى: ولا تزكوا أنفسكم الله أعلم بمن اتقى، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، فالمؤمن بطبعه يرى نفسه مقصرًا دائمًا في جنب الله. إذا كان اتهام المسلم لنفسه بالتقصير وعدم الرضى على حالته الإيمانية فهو أمر محمود فهو يريد دائمًا أن يكون في ازدياد، فالمؤمن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فالمؤمن لا يشبع من خير حتى يكون منتهاه الجنة، أما إذا كان عدم الرضى عن النفس يؤدي بصاحبها إلى السلبية والتقوقع وكره الخير واليأس من رحمة الله فهذا الاتهام المذموم وهو من تلبيس إبليس. فالمسلم يطيع الله تعالى جهده ويسأل الله تعالى أن يتقبل منه، ويحسن الظن بربه فيستبشر ويتفاءل فينعكس ذلك إيجابا في معاملته مع زوجه وأبنائه وأسرته، أما العكس إذا اتهم المسلم نفسه بالتقصير إلى درجة أن أورثه ذلك اليأس من رحمته سبحانه فسينعكس ذلك بالأثر السيئ على محيطه كله. والآن إن شاء الله تعالى أعطيك بعض المسائل التي تقوي صلتك بالله تعالى. سنركز أولاً على العلم الشرعي وحضور مجالس العلم؛ لتعرفي معنى الإيمان الصحيح. ثانيا، حسن الظن بالله فقد قال الله تعالى فيما يرويه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء. ثالثا، أن توقني أنه ليس عملك هو الذي يوصلك إلى مرضاة ربك مهما عظم، ولكن قوة رجائك في الله وصدقك معه وإخلاصك له، وذلك يحتاج إلى أن يكون لك في كل يوم ساعة تخصصينها للاختلاء بربك فتناجيه وتستمدي منه العون، وتستمري على ذلك حتى ينخرق حجاب الوحشة بينك وبين الحق سبحانه.. حينها ستأنسين به وتستشعرين لذة مناجاته، وتوقني أنه أرحم بك من رحمة الوالدة بولدها، والله تعالى أعلى وأعلم.