شهدت مدينة وزان في الآونة الأخيرة تسجيل حالات انتحار عديدة، بحيث أقدم قبل أيام (ع.ه) المزداد سنة 1963 وهو موظف بقطاع البريد على شنق نفسه بواسطة حبل داخل غرفته الكائنة بحي كادير، وقالت مصادر متعددة لـ التجديد إن أحوال المنتحر، المعروف باستقامته، تغيرت كثير في الأيام الأخيرة وأصبح يعيش حالة من الكآبة والعزلة. وأفادت مصادر الشرطة القضائية أن المنتحر متزوج وله بنت صغيرة لا يتعدى عمرها 8 سنوات تعيش بالرباط، ويجهل لحد الآن أسباب الانتحار رغم أن بعض المصادر ترجح أن يكون ذلك ناتجاً عن مشكل عائلي. وقبلها بأيام أقدم شيخ (84 سنة) في شهر ماي الماضي على وضع حد لحياته بشنق نفسه، كما انتحرت أم وابتنها هذه الشهور الأولى للسنة الجارية، كما سجلت حالات انتحار ببعض الدوائر القروية المجاورة لوزان، من آخرها انتحار شاب الأسبوع الماضي بجماعة مصمودة (15 كلم عن وزان). وأصبح العديد من سكان المدينة يتساءل عن الأسباب الحقيقية التي تودي إلى الانتحار في مدينة صغيرة كوزان، وفي هذا الصدد يقول أحمد العروبي، وهو باحث وخطيب وواعظ بمساجد المدينة، إن بروز ظاهرة الانتحار لا تختلف عن الظواهر الأخرى الشاذة عن المجتمع المغربي، كعبدة الشيطان والشذوذ الجنسي والمخدرات والتدخين في صفوف المراهقين، لأنها ـ حسب تعبيره ـ تعبر كلها عن أزمة عميقة لدى الفرد المغربي، وهي أزمة القيم ونعني بها ذلك التعارض والتناقض المعلن بين القيم الدينية والثقافية المغربية الموروثة عبر الأجيال، وبين القيم المادية الغازية، وما وراءها من دعم مباشر أو غير مباشر من لدن مؤسسات تغريبية محلية وعالمية. وأضاف أن من آثار هذه الأزمة التشتت الفكري والتمزق النفسي الذي أصبح يعانيه الفرد المغربي، ويعبر عنه تارة بالانتحار الاجتماعي، كالتفكك الأسري والانغماس في المخدرات، والشذوذ وتارة بالانتحار الجسدي.