هل أجلس على موائد الخمر؟ أحضر بعض المؤتمرات في داخل الوطن وخارجه، وفي وجبة الغذاء يضع المنظمون بالإضافة إلى الأكل زجاجات من الخمر لمن يريد. فما حكم الشرع في الجلوس على موائد يوضع فيها الخمر فى المؤتمرات؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، لا يجوز الجلوس على مائدة فيها خمر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر وهذا الحكم يظل ثابتا في داخل البلاد الإسلامية، ومما يستدل له بقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ وقوله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وهذا في الخوض في الحديث فما بال الفعل؟ أما في البلاد الغربية فيجتهد المسلم في تجنب مثل هذه المجالس للأدلة السابقة، ومن ذلك إشعار المنظمين أنه من الناحية الدينية لا يجوز له أن يجلس على مائدة فيها خمر، أو يطلب سحب الخمر من المكان الذي يجلس فيه، أو يبحث عن مكان آخر يتناول فيه غذاءه... فإذا استفرغ وسعه و اضطر للجلوس تقديرا منه لمصلحة معتبرة؛ فله أن يجلس، مع استصحاب إنكار المنكر بقلبه والله أعلم. *** هل تجوز التسمية بعبد النبي ؟ سماني والدي عبد النبي لكني عندما كبرت علمت أنه لا يجوز التسمية بمثل هذا الإسم، فهل أغيره مع ما يتطلب ذلك من إجراءات قانونية، أم أحتفظ به لأن والداي اختاراه لي، وليس لدي يد في ذلك؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فلا تجوز التسمية بعبد النبي، أما من تسمى بها فتحمل على معنى الخادم رفعا للحرج، ولا يجوز حملها على معنى العبودية التي لا تجوز إلا لله، ويستبعد في الذي سمى ولده بها أن يكون قصد ذلك، وإذا أمكن تغيير الاسم فهو أحسن، واختيار الوالدين له لا يعطيه أية قدسية، وقد غير النبي أسماء بعض الصحابة، فقد بدل النبي صلى الله عليه وسلم اسم عاصية وقال: أنت جميلة. ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم قوم، فسمعهم يسمون عبد الحجر، فقال له: ما اسمك؟ فقال: عبد الحجر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أنت عبد الله، والصواب منع اسم عبد النبي خروجا من الخلاف والله أعلم.