أكد تاج الدين الحسني، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن تصريحات المسؤولين الجزائريين المتوالية إزاء المغرب في مواضيع مختلفة، بالحملة الدعائية الناتجة عن توتر مستمر بين المغرب والجزائر، وفسّر الحسيني ذلك، في تصريح لـالتجديد، بعدم التغيير على مستوى القيادة السياسية في الجزائر، وكذا فيما يتعلق بالقيادة العسكرية، التي لها مواقف متصلبة وضد مصالح المغرب ووحدته الترابية، وتسعى الجزائر من وراء حملتها إلى إثارة البلبة عند الطرف المغربي. جاء ذلك تعليقا على ما ذهب إليه الصحافة الجزائرية التي نقلت أن المغرب يحضّر لغزو منطقة تيفاريتي، وأنه قام بطرد 30 ضابطا عسكريا محسوبين على التيار الإسلامي، استنادا إلى معلومات استخباراتية. وأكدت صحيفة الخبرالجزائرية، التي تعد بمثابة تيرمومتر لقياس العلاقة بين المغرب والجزائر، أنها علمت مصادر دبلوماسية أن العديد الأجهزة الاستخبارية قد رصدت تحركات عسكرية مغربية منذ أسابيع قد تكون تحضيرا لمغامرة عسكرية مغربية جديدة. ونقلت أن الرباط بدأت التحضيرات لهذا الانتشار المحتمل عن طريق تصفية قيادة القوات العسكرية المنتشرة في المناطق الصحراوية المحتلة من العناصر الإسلامية التي قد تشكل إعاقة عملياتية في مثل هذه المرحلة الحاسمة. حيث تمت إحالة حوالي ثلاثين ضابطاً محسوبين على التيار الإسلامي على التقاعد المسبق. وعلّق الحسيني على ذلك بالقول إنه عادة في علم الحرب، أن من يهيء للحرب ويعدّ نفسها لها، غالبا ما يتهم الطرف الآخر له بأنه يستعد للحرب، حتى يبرّر سلوكاته فيما بعد، أو يوجّه الأنظار عن الأسباب الحقيقية للنزاع. وقال الحسيني إن الانتصار الذي حقّقه المغرب دبلوماسيا بخصوص ملف الصحراء في الأممالمتحدة ومجلس الأمن، بشكل لم تتوقعه الجزائر، أثار ولا يزال نوعا من الصدمة لديها، تعبّر عنها بسلوكات غير مفهومة.