خطيب الجمعة في مسجد الحي الذي أقطن فيه، ليس أهلا لهذه المهمة الجليلة، ومعظم المواضيع التي يتناولها مكررة ولا تتناول القضايا الهامة التي تشغل المسلمين. فهل يجوز لي أن لا أذهب يوم الجمعة إلى المسجد، إلا بعد انتهاء الخطيب من خطبة الجمعة؟ خطبة الجمعة ركن من أركان صلاة الجمعة، التي هي شعار من شعارات الدين، وأهمية هذه الخطبة تبرز من خلال ركنيتها أولا، ثم من خلال فعل النبي، وحرصه على حضور الصحابة رضوان الله عليهم.. وكذلك فَعَل سلف الأمة الصالح، من الصحابة والتابعين وعلماء الأمة الأبرار، وملوكها الأخيار، باعتبارهم أمراء للمؤمنين، وجموع المسلمين في كل زمان ومكان، وسيبقى الأمر كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين. وانطلاقا من قول الله تعالى في سورة الجمعة: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع. يمكن استنباط الحكم الشرعي للمسألة وهو أن ترك سماع خطبة الجمعة بدون عذر شرعي كالسفر وكالمرض... يلحق الإثم بصاحبه، فإذا كانت التجارة، وهي أمر مباح شرعا لا يجوز الاشتغال بها أثناء خطبة الجمعة لقوله تعالى: فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع وذكر الله هو الخطبة وهو الصلاة، فمن باب أولى أنه لا يجوز الامتناع عن الحضور للسبب الذي ذكرته، قال تعالى: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما أي قائما تخطب، وهذا ما ورد في سبب نزول هذه الآية. وبناء عليه، فلا يسوغ ترك حضور خطبة الجمعة والاستماع إليها، لمجرد أن خطبة الخطيب لم تعجبك، بل ينبغي الحرص على الحضور، لأن في حضورك ثوابا لك على هذا الحضور، مادمت قائما في المسجد -أي حاضراً- قبل الخطبة وأثناء الخطبة وبعد الخطبة تتزود لأسبوعك المقبل بذكر الله والصلاة. نعم إن حضور ركعة واحدة من صلاة الجمعة يكفي للحصول على أجر صلاة الجمعة ولكنه ليس كأجر وثواب من حضر المسجد قبل الخطبة وأثناء الخطبة وبعد الخطبة. واحذر فإن امتناعك عن حضور خطبة الجمعة، قد يدفعك إلى ترك صلاة الجمعة كلها، وذاك أمر جلل، لأنه من ترك صلاة الجمعة ثلاث جمع متتالية، يُخاف عليه أن يكون من المنافقين والله أعلم.