قالت نادية التواتي إنه منذ خلق مشروع حماية الأطفال ضد الاعتداء والاستغلال الجنسي في 2005 ، اشتغلت جمعية آمنة للدفاع عن النساء والأطفال ضحايا العنف في إطار شبكة محلية تتكون من مندوبية وزارة الصحة طنجة أصيلة، نيابة وزارة التربية الوطنية طنجة أصيلة، مركز حماية الطفولة بطنجة، مستشفى محمد الخامس ومجموعة من الجمعيات بالمدينة . وأضافت في تصريح لـالتجديد أن جل الحالات التي ترد علينا توجه من طرف مستشفى محمد الخامس بعد الفحص وإجراء الشهادة الطبية ليتم متابعة الطفل ودعم العائلة نفسيا واجتماعيا وقانونيا، يمكن أن نقول بأن معانات الطفل من الاعتداء الجنسي تتفاوت من طفل لآخر حسب العمر ونوع الاعتداء الذي مورس عليه، لكن الشيء المؤكد هو أن له آثارا مدمرة على نفسية الطفل، ففي إطار المساعدة الاجتماعية والنفسية التي نقوم بها، نحاول أن نقدم للعائلة مجموعة من النصائح حول كيفية التعامل مع الطفل ليتجاوز المشكل. فعلاج الطفل تتدخل فيه مجموعة من العوامل كشخصية الطفل نفسه، عمره، نوع الاعتداء الذي مورس عليه، عدد الاعتداءات، رد فعل المحيط،، و طول أو قصر مدة المحاكمة لها أيضا تأثير كبير على نفسية الطفل. وأشارت التواتي، أن ما بين سنة 2005 و2008 استقبلت الجمعية 64 حالة عنف على الأطفال معظمها حالات اعتداء جنسي على الطفل، وأغلبها اعتداءات جنسية من طرف شخص معروف لدى الطفل (جار، مدرس، ابن العم، أو أب...)، وتبقى حالات زنا المحارم التي وردت على الجمعية قليلة مقارنة مع الحالات الأخرى وإن كانت هي الحالات الأكثر تعقيدا بحيث يكون المعتدي المعني الأول بحماية الطفل، كالأب، أوالأخ، أوالعم، ..، مما يتسبب في تفكك الأسرة بكاملها، وفقدان المعتدى عليه للثقة في أي شخص آخر. ومن الحالات المستعصية أيضا الأطفال الذين يمارس عليهم الاعتداء لمدة طويلة(سنوات) دون علم الآباء، حيث يخضع الأطفال لهذا الاعتداء كأمر طبيعي ومسلم به، وبالتالي ضروري أن نثير انتباه الآباء لهذه الظاهرة التي تمس الكرامة الإنسانية، وإلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الأسرة في حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي من خلال التواصل مع أبنائهم.