خرج إلى الوجود مؤخرا فيلم إباحي هولندي عبارة عن قرص مدمج (دي في دي) بعنوان جميلة، استعان مخرجه بمجموعة من ممارسات الدعارة المغربيات المقيمات بهولندا كممثلات. ما يثير في الفيلم هو أن ملصقه الإعلاني المصاحب للقرص يعرض صورة لفتاة بملامح مغربية تضع منديلا على رأسها وفي الخلفية تبرز الطبيعة الصحراوية وجمل إضافة إلى جواز سفر مغربي تكاد تظهر أرقامه، مع وعد من صاحب الفيلم الخليع بأنه بورنو مائة بالمائة حلال. ولعل الموضة الحالية في كسب الشهرة هي التعاطي مع المواضيع المثيرة التي تخلق المشاكل من قبيل الهجوم على الإسلام واستفزاز مشاعر المسلمين، الذي قد يحول نكرة بفعل التطاول على رمزية الرسول الكريم إلى نجم تقام له الدنيا، ومعلوم أن الأفلام الإباحية هي أبخس ما يقدم ويعتمد منتجوها على مخرجين غير مصنفين، لكن لاستجلاب الأضواء يعمد هؤلاء، وباسم حرية الرأي والتعبير، إلى إثارة الناس ضدهم وخلق جدال حول ما يقدمون. الفيلم الإباحي أبرز مجددا ما وصلت إليه عقلية هؤلاء الذين يلجؤون إلى الاستفزاز والتحرش بالآخرين بدعوى الحرية على الرغم من أن الحرية لاتجيز الاعتداء على الآخرين واحترام معتقداتهم ورموزهم الدينية. ولعل عبقرية المخرج تفتقت في اختيار عبارة بورنو مائة بالمائة حلال ليجلب له بعض الاهتمام خاصة لمعرفته الوثيقة أن الجالية المسلمة بهولندا والمواطنين الهولنديين المسلمين لن يسكتوا إزاء إقحام ماهو ديني في عمل مدنس وإباحي، كما لم يفعلوا حين وصف زعيم حزب الحرية المتطرف جيريت فيلدرز، القرآن الكريم بالكتاب الفاشي والمرعب في فيلم آخر مسيء لمشاعر المسلمين في كل مكان وليس في هولندا فقط، إذ بلغ الاحتجاج أرض السينغال التي احتضنت المؤتمر الحادي عشر للقمة الإسلامية والتي ندد بيانها بإنتاج ذلك الفيلم. هذا الفيلم الإباحي يعبر عن الفكر الانحلالي الجديد، الذي يغزو أوروبا، ونمو التيار اليميني المتطرف المعادي للإسلام والمسلمين، كما يعمد بعض المحسوبين على الفن والثقافة والسينما والإبداع، إلى التطاول على الرموز الدينية، خاصة منها الإسلامية، بدعوى حرية الإبداع والرأي، والخطير في الأمر أن هذه الرموز بدأت تثير حتى الأقزام الذين يريدون أن يصنعوا لأنفسهم اسما على حساب مشاعر الآخرين، ويعد هذا مؤشرا خطيرا على الوجه المخفي للدعوات المغالية في المناداة بالحرية غير المسؤولة.