العفيف الأخضر شيوعي قديم، وبالرغم من شيوعيته تلك، دافع عن البورقيبية وما اعتبره منجزات حداثية، في إشارة إلى إصلاح مدونة الأحوال الشخصية سنة ,1956 يعتبر من منظري الاستئصالية والنهج الأمني التونسي ضد الحركة الإسلامية، وما فتئ يسعى إلى تصديره إلى خارج تونس عبر كتاباته، خاصة إلى المغرب، التي نشر في أكثر من مرة مقالات تحبذ الخيار التونسي في التعامل مع الحركة الإسلامية، على صفحات الأحداث المغربية، التي تدعو إلى تجفيف منابع الثقافة الإسلامية، وليس استئصال الحركة الإسلامية فقط. هو تونسي المولد والنشأة، اعتنق الماركسية والوجودية والناصرية والحداثية، مارس المحاماة ثم تخلى عنها ليلتحق بنظام الرئيس الجزائري أحمد بن بيلا، غداة استقلال الجزائر، ثم انتقل مساندا لليسار الفلسطيني في عمّان ولبنان. غادر بيروت بعد اندلاع الحرب اللبنانية، حيث اختار العيش بقية عمره بالعاصمة الفرنسية وذلك منذ .1979 ينعت العفيف الأخضر بكونه المحرض الأكبر ضد الحركة الإسلامية، فهو يتهمها بكونها حركات متطرفة وذات جوهر وحقيقة واحدة، بحيث لا يميّز فيها بين المعتدل والمتطرف، وذلك هو السبب في حملاته التي لا تتوقف ضد حركة النهضة التونسية، التي يقودها الشيخ راشد الغنوشي من منفاه في لندن، بعد سياسة الاستئصال التي شنّها النظام التونسي ضد مناضليها، فشرّد أسرهم في بقاع الأرض. كما يؤمن العفيف الأخضر بالتحديث القسري للمجتمعات، فهو يرى أن المجتمعات العربية إن عجزت عن التغيير من الداخل، لا مانع أن يفرض عليها ذلك من الخارج، ويعتبر أن جوهر الإشكال بالنسبة للمجتمعات العربية والإسلامية ثقافي جوهره ديني، ولذلك لا يملّ من المطالبة بإصلاح برامج التعليم الديني، وهو بذلك يعبر عن قناعة طويلة عنده، إذ طالب منذ سنوات الاستقلال الأولى لتونس بإغلاق جامعة الزيتونة نهائيا، وهو ما فعله الحبيب بورقيبة حينها.