أكد منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أن فكرة الكيان الصهيوني القائمة على أن حصار قطاع غزة وحرمان أهله من مقومات الحياة الأساسية، سيؤدي إلى انقلاب الفلسطينيين على حكومة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك فشلها. وقال جون هولمز في لقاء مع وكالة رويترز الخميس (13/3)، إن هذا الأسلوب (الحصار) لم يوقف الصواريخ ولم يحدث الآثار السياسية المرجوة، إذا كانت هذا هو المقصود أصلاً . وأضاف هولمز أنه إذا كانت إسرائيل تظن أن إغلاق حدود غزة، سيجعل الناس هناك تثور على حركة المقاومة الإسلامية حماس ، فانه لا توجد علامات على أنها كانت فعالة في تحقيق ذلك ، مؤكداً أن فكرة انه بطريقة ما أن ذلك سيؤلب شعب غزة على حماس أو على الأقل يحفزهم للثورة عليها والتخلص منها، هي فكرة فيما أظن لا أساس لها . وجدد المسئول الأممي توصيف الأممالمتحدة لحصار غزة بأنه عقاب جماعي لا يساعد في تأسيس قاعدة للسلام، وقد يلحق ضرراً دائماً باقتصاد القطاع حيث يعيش 1.5 مليون نسمة، مضيفاً أن المطلوب سلام يؤسس على الحوار السياسي والثقة والأمل بدل اليأس والكراهية والإذلال ، على حد تعبيره. واعتبر هولمز أيضاً أن الموقف في الضفة الغربية وان كان أفضل بكثير مما هو في غزة، إلا انهبعيد عن كونه مثالياً،وقال إن المستوطنات الإسرائيلية يجري التوسع فيها هناك، وإن البناء مستمر في الحاجز الأمني (جدار الفصل العنصري)، الذي تقول الأممالمتحدة انه غير شرعي وهناك طرق عديدة يحظر علىالفلسطينيين استخدامها . وكان هولمز قد زار قطاع غزة الشهر الماضي وأعرب عن صدمته إزاء الأحوال المزرية والمأساوية التي شاهدها وسمع عنها خلال زيارته للقطاع، واتهم وقتها الكيان الصهيوني بأنه المسئول بالأساس عن تردي الأوضاع غزة. يشار بهذا الصدد إلى أن الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ تسعة أشهر قد أسفر عن استشهاد مائة وثمانية مرضى فلسطينيين، في حين هناك المئات من المرضى ينتظرون الموت بسبب منعهم من قبل الاحتلال من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج الطبي، كما أن هذا الحصار يهدد بكارثة إنسانية وصحية وبيئية غير مسبوقة.