انطلق برنامج ستار أكاديمي في نسخته الخامسة بلبنان يوم الجمعة قبل الماضي على إيقاع لهيب المشاهد المخلة بالحياء بين شباب وفتيات 11 دولة عربية من بينها المغرب. وتصادف انطلاقة النسخة الخامسة من البرنامج العاري من أي ستار أخلاقي، لهيب مشاعر الملايين الغاضبة من الأمة العربية والإسلامية، إضافة إلى أصوات بعض المنظمات الحقوقية الدولية، وذلك عبر مسيرات احتجاجية ووقفات تنديدية بكل أشكال الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل. يحدث هذا في الوقت الذي نجد فيه بعض قنوات الدول العربية منشغلة في عالم الرقص الماجن والغناء المائع، دون الالتفات إلى ما يجري في غزة والعراق وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي، فعوض المواكبة الإعلامية المكثفة للمجازر الصهيونية بفلسطين والجرائم الأمريكية بالعراق، تنصرف بعض القنوات إلى برامج تتسم بطابع الاحتفال دون مراعاة لما تعيشه الأمة العربية والإسلامية التي تخسر في اليوم الواحد العديد من أبنائها بعدما تمتد لهم أيادي البطش الإسرائيلي والأمريكي. الوتيرة التي تجري عليها هذه الأحداث تؤشر دون أدنى شك إلى تناسل أخرى في الأفق سيكون لها الأثر السيء. وما يثير أكثر، انصراف وسائل الإعلام العربية إلى الترويج للفن الهابط من رقص وغناء، حيث وجدنا أنفسنا ونحن نتابع تشجيع وسائل الإعلام المختلفة لستار أكاديمي في نسخته العربية الخامسة بلبنان، على وزن ستار وحجاب يغطي على فشل الأنظمة العربية وغياب أي اهتمام منها بالقضايا الكبرى التي تهم مصير الأمة ودورها الريادي في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها القدس الشريف والحصار المضروب منذ مدة على مجموعة من المدن الفلسطينية، خاصة غزة الصامدة. كل هذه التطورات لم تحض إلا بمزيد من الصد الإعلامي في قنواتنا العربية اللهمّ بعض الأخبار المحتشمة كأنها تعني أناسا آخرين لا تربطنا بهم عرى الدين والدم والأخوة. ما نلاحظه، ويكرس نفسه كقاعدة إعلامية، تشجيع واستيراد مجموعة من الأشكال الفنية الهابطة، والتي بالمناسبة تجد معارضة شديدة في موطن نشأتها، من قبل العديد من عقلاء تلك الدول. جديد ستار أكاديمي لهذه السنة مغربي بامتياز، فالمسابقة تشهد مشاركة قاصر مغربية في السادسة عشر من عمرها، تعرف عليها متتبعو مثل تلك البرامج، والمبحرون على النت من خلال صورها بملابس السباحة، وهو ما يدفعنا للتساؤل العميق ليس فقط عن الجانب الأخلاقي للمسابقة، لكن أيضا عن الجانب القانوني لها.