قالت المختصة في الأمراض النفسية والعقلية بالمستشفى الجهوي ببني ملال نادية أجدلي إن الحالات الموجودة في قسمها حالات نزلاء متخلى عنهم غالبا، نظرا لحالة الهيجان والعنف التي يكونون عليها، مما يجعل أسرهم تتخلى عنهم. وعن أسباب الإصابات التي وصفتها بـ الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية ، ركزت الدكتورة بالخصوص على استعمال المخدرات في أوساط الشباب والظروف الاجتماعية الصعبة، وبعض الحالات من الحالات التائهة أو ما يدعى باللغة الفرنسية مهفًٌُّّ مِّّىهٌُُوُّفِ السفر المرضي. واعتبرت أجدلي قلة الموارد البشرية وكثرة المرضى وقلة الأًسرة، من أهم الإكراهات التي تواجهها مصلحتها الحالية. وشدد المصدر على ضرورة إشراك المجتمع المدني، خاصة المساعدات الاجتماعيات والمحللين النفسانيين للتكفل بجانب من علاج هؤلاء النزلاء. ولم تستثن المتحدثة دور الأسر التي غالبا ما تكون جاهلة بمقتضيات الأمراض النفسية، مما يجعلها تكل وتتخلى بسرعة عن كفالة مريضها. وأشارت أجدلي إلى الصعوبة التي تواجه هذه الشريحة من المرضى، خاصة في الاندماج في المجتمع، والحصول على عمل بسبب نظرة توجس المجتمع منهم. وأحصت المتحدثة لـ التجديد أن بمصلحتها قاعتين طاقة استيعاب الأولى 8 أشخاص، والثانية 10 أشخاص، لكن بهما الآن 25 نزيلا، فيما توجد 6 أسّرة في جناح النساء ولحسن الحظ ليس به إلا 3 نزيلات فقط، فيما يشتغل بالتناوب بهذا الجناح طبيبان و12 ممرضا، وأكدت أن التطبيب لكل النزلاء بالمجان ونادرا ما تضطر بعض الأسر إلى شراء الدواء. ومن جانب آخر، استبشر محمود بالرحال المدير الجهوي للمستشفى ببني ملال خيراً بعد افتتاح الجناح الجديد لمستشفى الأمراض النفسية، بالنظر إلى عدد الأسرّة التي سيوفرها: 46 سريرا و10 قاعات للرجال و7 للنساء، بالإضافة إلى مرافق كالمصحة وقاعة المستعجلات والحمام والمرافق الصحية. واشتكى المتحدث ، في تصريح خص به لـ التجديد، من حجم الوافدين على المستشفى، والذين يصل عددهم إلى 8 آلاف نزيلا سنويا، بمعدل إيواء كل نزيل مدته 15 يوما، وطالب برحال بإحداث مصالح أخرى موازية لاستقبال ورعاية المشردين والمتعاطين للكحول الذين يفيدون على مصلحة الأمراض النفسية والذين لاعلاقة لهم بها إذ تلزمهم كفالة خاصة من جهات أخرى.وتجدر الإشارة إلى أن نزلاء مصلحة الأمراض العقلية بالمستشفى الجهوي لبني ملال وأسرهم ينتظرون تدشين الجناح الجديد لوضع نهاية لجانب من معاناتهم الحالية. ويذكر أن تكلفة بناء المصلحة الجديدة المنتظر تدشينها بمناسبة الزيارة الملكية المرتقبة، بلغ 3 مليون و600 درهم فيما أنفقت 700 ألف درهم على التجهيزات (راديو للتخطيط الدماغي والأفرشة والمعدات المكتبية) .وسيحتاج تشغيل هذا الجناح، حسب المدير، 16 إطارا بين طبيب وممرضين مختصين على الأقل.