تبلغ نسبة الانقطاع في التعليم الابتدائي نسبة 6 في المائة، أي وجود ما يقارب 300 ألف طفل خارج أسوار المؤسسات التعليمية، ولا تتعدى نسبة الأطفال بالتعليم الأولي 60 %رغم أن الهدف المسطر في الميثاق الوطني لتربية والتكوين بنسبة 100 %. هذه بعض الأرقام التي أعلن عنها أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أثناء تقديمه عرض حول مشروع ميزانية 2008 أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب. وقال الوزير، في لقاء نظم أخيرا بالدار البيضاء، إن نسب التمدرس تسير في اتجاه الانخفاظ لأسباب مختلفة، مادية واجتماعية واقتصادية، وخاصة على مستوى الفئات العمرية من12 إلى14 سنة (5 ر74 في المائة) و15 -17 سنة (48 في المائة) و19 -23 سنة (12 في المائة). غير أن هناك أرقاما خفية لا يتم الإعلان عنها والمتعلقة بالانقطاع المؤقت الذي تفرضه الظروف الطبيعية، حيث ينقطع الأطفال في العالم القروي عن الدراسة لشهور، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، فمثلا بدوار أنفكو وأغدو بإقليم اخنيفرة ينقطع الأطفال بسبب الثلوج عن الدراسة لمدة تصل إلى أربعة أشهر، كما ينقطع أطفال دوار المحاميد بإقليم تاونات بسبب سقوط المطر في النهر، فلا يستطيعوا الأطفال عبور النهر إلى دوار القرية التي توجد به مدرسة ابتدائية ، فيظل أطفال المحاميد دون دراسة حوالي ثلاثة أشهر. وبالنظر إلى أسباب الانقطاع عن التعليم الأولي في صفوف العالم القروي يتم الحديث أحيانا عن الآباء وعدم رغبتهم في التحاق أبنائهم بالمدرسة خاصة الطفلات، بيد أن هناك آباء يعانون في العالم القروي من عدم وجود دور لإيواء الفتيات من أجل إتمام دراستهن بالعديد من المدن، ونجد بعض الآباء يلجؤون إلى عائلاتهم القريبة من أجل تأمين مكان لدراسة فلذات أكبادهن، بل منهم من يترك القرية ويهاجر في اتجاه المدينة من أجل دراسة أن يتمم أبناؤه الدراسة. وختاما إن هذه المعضلة تتطلب تكاثف الجهود من قبل جميع المتدخلين من أجل تمكين كل الأطفال من التعليم والدراسة في ظروف مناسبة وملائمة حتى تتحقق كل ما تم تسطيره في ميثاق التربية والتكوين.