أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكمين قاسيين بالسجن المؤبد عشرات المرات على اثنين من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. فقد أصدرت محكمة عوفر العسكرية قرارا بالسجن أطول فترة في تاريخ الاحتلال وهي المؤبد 67 مرة على الأسير عبد الله البرغوثي من رام الله بتهمة إعداد الأحزمة الناسفة والمسؤولية عن عدد من العمليات الاستشهادية. كما أصدرت نفس المحكمة في وقت سابق حكما بالسجن 48 عاما على الأسير محمد أبو ورده من مخيم الفوار قرب الخليل لتهم مشابهة. عبد لله البرغوثي فقد أصدر ثلاثة قضاة في محكمة عوفر العسكرية قرب رام الله الحكم بحق الأسير عبد الله غالب الجمل البرغوثي (32عاما) بتهمة تصنيع وإعداد أحزمة وعبوات ناسفة لحركة حماس، وبتهمة المسؤولية المباشرة عن مقتل 66 إسرائيليا وجرح المئات في عمليات استشهادية نفذها الجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية خلال انتفاضة الأقصى. وتعتبر المخابرات الإسرائيلية الأسير البرغوثي بأنه القائد الأول لكتائب عز الدين القسام في الضفة الغربيةوالقدس بعد اغتيال القائد أيمن حلاوة. وتحمله كامل المسؤولية عن مقتل 66 إسرائيلياً وجرح أكثر من 300 آخرين. وقال المحامي ايليا ثيودوري محامي الأسير إن النيابة الإسرائيلية أعدت للأسير لائحة تتضمن 109 تهم، مضيفا أن من بين التهم التي توجهها المخابرات الإسرائيلية له قيادة خلية سلوان وخلية خربثا بني حارث، ومجموعة بلال البرغوث وتدريب جيش من المسلحين على إعداد وتصنيع العبوات الناسفة. ومن العمليات التي اتهم البرغوثي بالمسؤولية عنها حسب لائحة الاتهام التي جاءت في 43 صفحة عملية مطعم سباروا في القدسالمحتلة في شهر أب (أغسطس) لعام 2001 حيث قتل فيها خمسة عشر إسرائيليا وجرح العشرات. وعملية الجامعة العبرية، ومقهى "مومنت"، والنادي الليلي قرب تل أبيب وقتل فيها نحو 35 صهيونية وجرح 370 آخرين. كما اتهمت النيابة العسكرية البرغوثي بالمسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة إلى شركة غاز رئيسية في مدينة القدسالمحتلة. وإدخال عبوات ناسفة في من خلال سيارة مفخخة إلى محطة الغاز وتكرير البترول قرب تل أبيب وما يعرف بمحطة "بي جليلوت" . وقال المحامي توفيق بصول الملف الموجه إلى البرغوثي يعتبر أكبر ملف أمني في تاريخ الدولة العبرية. وفي كلمة مقتضبة قال البرغوثي لقضاة المحكمة: أنا لا أفهم كيف تجرون لي محاكمة وأنا واقف على أرض أجدادي، ولا أدري كيف يعاقب القاتل الضحية. وأضاف: "ولدت في الكويت وعدت إلى عمّان وكنت أعمل مهندساً، إني لا أحب القتل من أجل القتل، ولكن عندما بدأت الانتفاضة ورأيت الانتقام الإسرائيلي غير المبرر أو المنطقي ضد أبناء شعبي قررت الانتقام لهؤلاء الشهداء". وقال: أنا غير نادم على أي شيء قمت به، وأنا علمت عشرات المهندسين الذين سيقضون مضاجع دولة إسرائيل في المستقبل وستشاهدون ملفات أكبر من ملفي هذا بعشرات الأضعاف". وكان البرغوثي قد اعتقل في السادس من شهر آذار من عام 2003، وتعرض لتحقيق قاسٍ وعنيف من قبل الاحتلال التي حرمه من النوم وتعرض للضرب على كافة أنحاء جسده ومورس بحقه الشبح المؤذي. والأسير هو من مواليد مدينة الكويت عام 1972، حيث سبق وهاجرت أسرته إلى خارج فلسطين بعد حرب حزيران العام 67، وتقيم الآن في بلدة بيت ريما شمال مدينة رام الله، كما هدمت سلطات الاحتلال منزله. وله ثلاثة أطفال هم: تالا وعمرها ثلاث سنوات، أسامة وعمره سنتان، وصفاء وعمرها 35 يوماً فقط. 48 للأسير أبو ورده من جهة أخرى أصدرت المحكمة ذاتها أمس الأول حكما بالسجن 48 مؤبدا بحق أسير آخر من حركة حماس هو محمد عطية محمود أبو وردة (28عاما) من مخيم الفوار قرب الخليل لاتهامه بالمسؤولية عن عدة عمليات مماثلة نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية منذ عام 1996م. كما اتهم أبو وردة (28 عاما) اتهم بإرسال اثنين في شباط وآذار 1996 لتنفيذ تفجيرين في حافلتين تعملان على خط القدس أوقعتا 44 قتيلا وعشرات الجرحى. والعمل مع الأسير حسن سلامة عام 1996 في مدينة رام الله لتنفيذ عمليات استشهادية عقب اغتيال المهندس يحيى عياش في غزة. والأسير أبو وردة هو من مواليد عام 1976 في مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل، وفي مدرسة وكالة الغوث درس المرحلة الابتدائية والإعدادية، ثم درس المرحلة الثانوية في المدرسة الشرعية في مدينة الخليل. وبعد نجاحه التحق بكلية المعلمين في مدينة رام الله، وتميز خلال الدراسة بالنشاط والاجتهاد والتفاني في خدمة الطلبة والكتلة الإسلامية. وتقول والدته أم نائل إن الأسير محمد كان محبوبا بين أقاربه وأصدقائه، ولا يسمح لها بأن تتحدث عن أحد في غيابه خشية أن تكون نميمة، كما كان ذكيا ولا يحب المظاهر والترف والتكبر، بل إنه كان يعمل في أي شيء لخدمة مجل الطلبة في رام الله. وأضافت والدته في حديث ل "التجديد": كان محمد يتمنى الشهادة ويفضلها على الاعتقال ويقول: اللهم امتني شهيدا، كما كان يفضل أن يظل طوال عمره مطاردا على أن يدخل السجن أو يسلم نفسه. وأوضحت أن ابنها اعتقل لمدة شهر وهو صغير عندما كان عمره 16 عاما بتهمة كتابة الشعارات على الجدران وأفرج عنه بكفالة. وأوضحت والدته أن السلطة الفلسطينية اعتقلته في رام الله عام 1996م ونقلته إلى سجن في أريحا وبقي هناك لمدة ست سنوات، ثم أفرج عنه مع بداية انتفاضة الأقصى عندما كانت قوات الاحتلال تقصف مقرات الأجهزة الأمنية. وقالت: بعد الخروج من سجن أريحا عاد إلى الخليل وتم اعتقاله مرة ثانية، وسمح له بالزواج أثناء الاعتقال، ثم خرج من السجن عندما تم اجتياح الخليل في شهر نيسان من عام 2002، وبقي مطاردا حتى اعتقل من قبل قوات الاحتلال في 4-11-2002م. وعن الحكم الذي صدر بحقه تقول الحاجة أم نائل التي كانت حاضرة في المحكمة: حكمت المحكمة على محمد بالسجن 48 مؤبدا، وخلال المحاكم قال لهم إنه غير نادم وإن الاستشهاديين يدافعون عن وطنهم وقال لهم: يمكنكم زيادة الحكم خمسين مؤبدا آخر. وتقول الوالدة الصابرة إن الأسير محمد تعارض في بداية للتعذيب، وأودع في الزنزانة 40 يوما، ثم نقل إلى سجن نفحة ولا زال هناك وتمنع قوات الاحتلال أقاربه وخاصة والده ووالدته من زيارته لأسباب أمنية. وأضافت أنها لم تفاجأ بالحكم الذي صدر بحقه وأنها كانت تتوقعه، وتتمنى أن يخرج ابنها وسائر المعتقلين من السجون وأن يعودوا لبيوتهم ويعيشوا بحرية. وأشارت إلى أن محمد الذي قارب على حفظ القرآن الكريم رزق بمولود ذكر أسماه حمزة. فلسطين – عوض الرجوب