سعيا إلى ترتيب بيت حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قررت لجنته المركزية في لقائها الأخير عقد مؤتمره الوطني السابع في غضون ربيع 2005 على أساس أن يكون محطة عميقة لتقييم المرحلة الممتدة من تنصيب حكومة التناوب إلى غاية انعقاد المؤتمر، في أفق صياغة استراتيجية وميثاق عمل الحزب في المرحلة القادمة. ويبدو أن لقاء اللجنة المركزية التي اعتبرت ''وثيقة 28 نونبر ,''2003 التي صادقت عليها اللجنة الوطنية للحزب في 21 دجنبر ,2003 بمثابة البوصلة التي توجه عمل الحزب. ولم تعبأ بالوثيقة التي وزعها محمد لحبابي عضو المكتب السياسي السابق للحزب على أعضاء اللجنة المذكورة، لكونها اعتبرت أن الحزب الأول في المغرب ـ الذي كان يود إعداد المغرب لولوج الألفية الثالثة ـ أخذ بالحسبان معطيين أساسيين حافظا على وحدة الشعب المغربي، ويتعلق الأمر بالدين الإسلامي والملكية العامل الحاسم في الوحدة. واعتبرت الوثيقة بأن الحزب ''يحتضر وعلى حافة سكتة قلبية''، وتساءل فيها لحبابي عما ''بقي في الحزب بعدما فقد شبابا يحمل أفكاره ويدافعون عنها ويلقنوها للشباب''، مشيرا إلى أن أحداث 16ماي الإجرامية شكلت هزيمة سياسية لحزب الاتحاد الاشتراكي، متسائلا في الوقت نفسه عما إذا كانت ستتحول إلى هزيمة تاريخية. وحتى لا يحصل ذلك، دعا عضو اللجنة المركزية للحزب المذكور إلى ضرورة عقد مؤتمر استثنائي لتدارس سبل تفادي السكتة القلبية داخله. وبالمقابل دعت اللجنة المركزية ـ في بيان لها أصدرته في ختام أشغالها ـ إلى ''إنقاذ الكتلة الديمقراطية من السكتة القلبية'' من خلال دعوتها إلى إحيائها وتفعيلها عبر اتخاذ مبادرات موحدة لتصحيح مسار العمل السياسي بالمغرب، والذي يستدعي التشاور المعمق بين مكوناتها، مع الحرص في الوقت نفسه على تجميع قوى اليسار. وعلى الرغم من وجود أصوات من داخل اللجنة المركزية تعارض استمرار الحزب في التنسيق مع حزب الاستقلال وبالتالي العمل المشترك من خلال إطار الكتلة على اعتبار أنه بات متجاوزا، إلا أن القيادة تصر على المضي في نهج الأماني والأحلام بخصوص العمل المشترك من خلال الإطار المذكور والتنسيق مع حزب الاستقلال لاعتقادها أنه لا كتلة بدون هذا الأخير، ولا أمل في استمرار المعركة من أجل الديمقراطية بدون الكتلة. والحاصل أنه لا أمل في المعركة المشار إليها إلا بأحزاب قوية وشفافة وحقيقية تعيش الديمقراطية، وكل الشعارات التي ترفعها في حياتها الداخلية شعارها''إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم''. إن المتتبع للمشهد السياسي ليتمنى بصدق أن تتقوى أحزابنا السياسية، وتهيكل نفسها بشكل سليم، وخاصة منها الأحزاب الوازنة من قبيل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لأن من شأن ذلك أن ينعكس بكل تأكيد على العمل السياسي بالمغرب بالصحة والعافية، أما رواية تفعيل الكتلة فقد ثبت بالملموس، وفي أكثر من محطة، أنها أمنية طال عمرها وكثرت عوائقها.