دعت الحكومة اللبنانية أخيرا الجامعة العربية إلى إبلاغ السلطات الفرنسية موقفا موحدا بشأن إحالة المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع ملف قناة المنار اللبنانية على مجلس الدولة للمرة الثانية. واعتبر وزير الإعلام اللبناني إيلي الفرزلي في رسالة وجهها للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء الإعلام العرب أن هذه القضية تطاول على حرية إعلامنا العربي في العالم، وحقنا في كشف حقيقة الجرائم الصهيونية، وهي بداية لمسار خطير من التعتيم الدولي المقنن على جرائم إسرائيل. وطالبت رسالة وزير الإعلام اللبناني بتوضيح قضية قناة المنار أمام الرأي العام والنخب الثقافية والإعلامية، ودعت إلى توجيه رسالة واضحة الى الحكومة الفرنسية حول خطورة الرضوخ للضغط الصهيوني. وقال الوزير إن الحملة التي ينظمها اللوبي الصهيوني والسفارات الإسرائيلية في أوروبا تهدف الى تحويل كل إدانة لجرائم إسرائيل إلى فعل متهم بالعداء للسامية، وهو ما طال بنتائجه عددا كبيرا من أصدقاء القضية الفلسطينية. وأضاف أن عددا من المؤسسات الإعلامية المرخص لها في فرنسا تعمم الكراهية والعنصرية ضد العرب والمسلمين دون أن تحرك السلطات المسؤولة ساكنا، وبالتالي فقضية قناة المنار هي بداية لممارسة التمييز والانحياز ضد الإعلام العربي. وكان المجلس الفرنسي الأعلى للإعلام المرئي والمسموع قد أعلن أخيرا أنه قدم طلبا إلى مجلس الدولة أعلى محكمة إدارية في فرنسا ليصدر أمرا إلى يوتلسات بوقف بث تلفزة المنار، مبررا ذلك ببثها تصريحات من شأنها إثارة اضطرابات في النظام العام والمس بالمبادئ الأساسية لقانون المرئي والمسموع الذي يمنع أي تحريض على الحقد أو العنف حسب الرؤية الفرنسية. وذكر النائب الفرنسي بيير لولوش عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني الحاكم قبل أيام أن الحكومة تدعم مشروع قانون حظر المحطات التلفزيونية ذات الخطاب العنصري أو المعادي للسامية، وعبر عن أمله بأن يقر البرلمان القانون قبل عيد الميلاد. وأكد النائب أنه يؤيد فكرة أن يصدر وزير الداخلية قرار المنع، وقال إن الحكومة تدعم اقتراحي لمشروع القانون، مضيفا أنه سيحاول إدراج القضية على جدول الأعمال على أنها عاجلة، أي قبل عيد الميلاد من أجل إجراء التصويت الأول في البرلمان. وأوضح لولوش بأنه سيجري اتصالات مع المعارضة، مضيفا أن هدفه هو الحصول على توقيع جميع النواب من اليمين ومن اليسار، لأن القضية ليست مسألة يمين أو يسار على حد تعبيره. وقال النائب الفرنسي إنه يؤيد فكرة منح الحكومة صلاحية منع محطة تلفزيونية فضائية من البث عبر إصدارها مرسوما وزاريا. وأضاف أن مشروع القانون يشير إلى أن ذلك يعتبر من صلاحية وزير الداخلية، لكن أيضا من صلاحية رئيس الوزراء. وقد سبق للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن عبر عن رفضه للخطط الرامية إلى منع بث المنار من على القمر الصناعي الأوروبي يوتيلسات، ودعا في تصريح بثته قناة المنار أول أمس السلطات الفرنسية إلى التراجع عن مخططاتها وعدم الخضوع لضغوط اللوبي الصهيوني، الذي يهدف إلى محاصرة جميع وسائل الإعلام التي تفضح جرائم الاحتلال الصهيوني. وللإشارة، فقد بدأت المنار بثها في لبنان منذ ,1991 بعد أن حصلت على ترخيص من الدولة اللبنانية التي قررت تنظيم البث التلفزيوني بعد نهاية الحرب الأهلية داخل البلاد. وبدأت المنار بثها الفضائي عام ,2000 كما بدأت بالبث 24 ساعة في اليوم مباشرة بعد ذلك. وتقدم المنار نشرات للأخبار باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وتركز فيها على نضال الشعب الفلسطيني، وعلى الأحداث في الأراضي المحتلة، وأيضا على العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. وتتميز شبكة برامج المنار بنسبة كبيرة من البث المباشر، وخاصة الندوات السياسية أو ذات الطابع الاجتماعي، لا سيما حول المشاكل في المناطق اللبنانية الفقيرة. دعوة لإطلاق حرية الصحافة وإلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر في العالم العربي دعا اتحاد الصحفيين العرب في بيان أصدره بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق العاشر من دجنبر إلى إطلاق حرية الصحافة، وإلغاء العقوبات السالبة للحرية، ومنها عقوبة الحبس في قضايا النشر والتعبير في العالم العربي. واعتبر البيان هذا الاحتفال مناسبة لكي يستيقظ الضمير العالمي وينشط دفاعا عن الحقوق الأساسية لكل إنسان خاصة حقوقه الإجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وفي مقدمتها حرية الرأي والصحافة، وحق تداول السلطة عبر انتخابات نزيهة ومشاركة شعبية حرة. وحث البيان الحكومات العربية على الاستجابة الفورية للمطالب الشعبية الوطنية والقومية، وإجراء تغييرات جذرية وإصلاحات حقيقية في فلسفة الحكم وأساليبه، بما يعيد للمواطن حقه في المشاركة ووضع السياسات التي تحقق هذه المشاركة وبناء المؤسسات، ومحاربة الفساد والاستبداد، وتعميق حرية الصحافة كحق أساسي من حقوق الإنسان، وإيقاف الاعتداءات البدنية والإيذاء النفسي للصحفيين بسبب أرائهم. وقال إن الصحفيين العرب وهم يحتفلون باليوم العالمي لحقوق الإنسان يجندون جهودهم للدفاع عن الحقوق الأساسية للشعوب العالمية والعربية، ولاقتحام ميدان الإصلاحات الديمقراطية وإطلاق حرية الصحافة والرأي والتعبير، وضمان إجراء الانتخابات بنزاهة، وتداول السلطة بطرق سلمية، بما يكفل لكل مواطن حقوقه الإنسانية وحرياته الأساسية.