قال امحمد الخليفة، القيادي في حزب الاستقلال، إن المغرب لا يعيش «بلوكاج» سياسيا ب«مفهومه الدستوري أو القانوني ولا حتى الانتخابي»، ولكنه يعيش «أزمة أحزاب سياسية صنعت عبر تاريخ المغرب السياسي من أجل مقاومة الفكر الوطني». وعبر الخليفة، في حوار شامل أجرته معه جريدة «التجديد الأسبوعية»، نشرته في عدد الخميس 9 فبراير 2017، عن عدم تفاؤله بالواقع السياسي داخل البلاد، معتبرا مرور ما يقارب 120 يوما على تعيين عبد ابن كيران وتكليفه بتشكيل الحكومة، بأنه «أقل ما يمكن أن يقال فيه، أنه أمر مريب ولم يسبق أن عرفه المغرب». وشدد القيادي البارز في حزب الاستقلال على أن ما يحصل في المشهد السياسي الوطني من حالة مراوحة في تشكيل الحكومة «لم يكن يتصوره أي مناضل في هذا الوطن خاض معارك شرسة من أجل قيام نظام دستوري ومن أجل تثبيت دعائم النظام الديمقراطي بكامله»، واصفا ما يحصل بأنها «صدمة عنيفة جدا بالنسبة لكل من ناضل أو ساهم من أجل أن نصل إلى دستور 2011». وحول ما يسمى ب«البلوكاج»، أو عدم قدرة ابن كيران على تشكيل الحكومة، أو ما يشاع عن عدم الرغبة في وجوده في الحقل السياسي برمته، فاعتبر الخليفة أن الأمر إن كان بهذا الشكل، فإن «المغرب يتجه نحو المجهول». وأوضح القيادي التاريخي في حزب «الميزان» أن المعالم السياسية التي تطبع الوضع الحالي للمغرب «ليس فقط بسبب حركة 20 فبراير ودستور 2011، وإنما هو نتاج نضال دستوري منذ سنة 1908»، مشيرا إلى أنه «عندما سقط المغرب سقطته المريعة في بداية القرن الماضي فقد جو الديمقراطية، وتسلطت عليه بطانة لا تخاف الله ولا تتقي في الشعب والمغاربة إلاًّ ولا ذمة». واستدرك «لكن أن نلعب لعبة قذرة ونسميها "بلوكاج"، فهذا شيء مرفوض». واتهم الخليفة جهة تشتغل على «هندسة» المشهد الحزبي والسياسي الوطني وفق مقاسها، ويمكن وسمها بما هو متعارف عليه إعلاميا ب«التحكم»، بأنها تسعى لأن «تعيد صياغة مغرب آخر لا علاقة له بتاريخه السياسي ولا تاريخ أبنائه في نضالهم الدستوري ولا بالتضحيات الجسام التي قدمت من أجل أن نعيش اليوم في ظل دستور 2011 الذي نعرف أسباب نزوله»، بحسب قوله.