أنشأت شركة جوجل صندوق أزمة بقيمة مليوني دولار أميركي يمكن أن يضاف إليها نحو مليوني دولار آخرين من تبرعات الموظفين، ليصبح الإجمالي 4 ملايين دولار ستُنفق على أربع منظمات، هي: الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ومركز الموارد القانونية للمهاجرين، ولجنة الإنقاذ الدولية، ومفوضية شؤون اللاجئين، وهي أكبر حملة أزمة لجوجل على الإطلاق. وعلى نحو منفصل، يقوم مسؤولو الشركة بالتبرع من أموالهم فرديًا للحملة التي كُشف عنها في مُذكرة أُرسلت من قبل رئيس الشركة التنفيذي، سوندار بيتشاي، وأكدتها متحدثة باسم الشركة لموقع "يو إس أي توداي" USA Today الإخباري الأميركي. وتأتي هذه المنحة بعد يوم واحد من استنكار بيتشاي بشدة لقرار حظر الهجرة المثير للجدل، الذي وقعه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. ثم إن المؤسس المشارك للشركة، سيرجي برين، شارك في احتجاج بمطار سان فرانسيسكو الدولي. وقد ندد الرؤساء التنفيذيون لعدد من شركات وادي السيليكون، بما في ذلك آبل، ومايكروسوفت، ونيتفليكس، وأوبر، وتسلا موتورز، بالقرار الذي قضت قاضية فيدرالية بمدينة نيويورك ليلة السبت الماضي بوقف العمل به مؤقتًا. ويُعتقد أن الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب قد يعطل كثيرًا من شركات التقنية، التي تعتمد على نحو كبير على العمال المولودين في الخارج. وقال بيتشاي في مذكرة للموظفين إن الخطوة تضر بما لا يقل عن 187 من موظفي عملاق الإنترنت. وصرحت جوجل في بيان: "نحن قلقون بشأن تأثير هذا الأمر وأي مقترحات يمكن أن تفرض قيودًا على موظفي جوجل وأسرهم، أو التي يمكن أن تخلق عوائق أمام جلب مواهب كبيرة إلى الولاياتالمتحدة". ولم تمر ساعات على توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظرًا على دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولاياتالمتحدة، حتى بدأ مدراء صناعة التقنية بنشر بيانات استنكار تنتقد القرار الجديد وتحذر من الآثار الواسعة والكبيرة المحتملة. وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين، والتي وعد فيها أيضًا بأن الشركة سوف تبذل ما في وسعها لمساعدة الموظفين المتضررين من هذا الأمر: "لولا الهجرة لما وُجِدت آبل، ناهيك عن الازدهار والابتكار بالطريقة التي نفعلها". وأضاف أن القرار "ليس بالسياسة التي ندعمها". ويُعتقد أن كل هذه البيانات تمثل نقطة تحول في العلاقة بين ترامب وصناع التقنية. فمع بعض الاستثناءات، لطالما كان المدراء التنفيذيون في وادي السيليكون من الداعمين والممولين لحملة الرئيس السابق باراك أوباما والمرشحة هيلاري كلينتون، معلنين صراحةً تأييدهم للديمقراطيين نظرًا لمواقفهم المؤيدة لبعض المسائل، مثل حياد الإنترنت، والتعليم، وحقوق الشواذ. وكان ترامب قد وقع يوم الجمعة الماضي قرارًا تنفيذيًا يحظر دخول اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأميركية، ويمنع إصدار تأشيرات دخول لمواطني ست دول إسلامية أخرى، وهو ما عدّه حقوقيون تمييزًا ضد المسلمين ومخالفًا للدستور الأميركي. وبعد القرار، استدعت شركة جوجل موظفيها الذين تعتقد أن سوف يتضررون من القرار، بينما تعهدت شركات أخرى بتوفير المساعدة القانونية للموظفين الذين سيُمنعون من دخول الولاياتالمتحدة. وأشار كثيرون إلى أن ستيف جوبز، المؤسس المشارك لشركة آبل، إنما هو ابن مهاجر سوري. وقالوا إن الشركات البارزة الأخرى قد أُسست كذلك من قبل مهاجرين من الجيل الأول والثاني.