شرع المستشفى الميداني الذي أقامته القوات المسلحة الملكية بالجماعة القروية (مغراوة) بتازة، في تقديم خدماته في مختلف التخصصات، ابتداء من يوم الجمعة 27 يناير 2017. وأقيم هذا المستشفى تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس بالتعبئة لمواجهة موجة البرد القارس التي تعرفها عدة جهات، وتقوية التغطية الطبية لفائدة ساكنة المناطق النائية في القرى والجبال. ومنذ افتتاحه، استقبل المستشفى المئات من ساكنة هذه الجماعة القروية النائية للاستفادة من الاستشارات والتدخلات التي يوفرها، خاصة وأنه يتضمن كافة التجهيزات والمعدات التي تمكنه من المساهمة في التخفيف من معاناة سكان جماعة (مغراوة) والنواحي. ويؤطر هذه البنية الاستشفائية التي تحتوي على قاعات للحالات المستعجلة ومرافق للعلاجات وأخرى للاستشارات، فضلا عن مختبر للتحليلات الطبية، طاقم مؤهل وفي تخصصات مختلفة. وسيعمل بفضل التجهيزات المتوفرة، على تقديم كافة الخدمات بما فيها العمليات الجراحية. ويكمن الهدف من إقامة هذا المستشفى في تحسين الخدمات الصحية لفائدة الساكنة في المناطق النائية وتحسين ولوجهم إلى الخدمات الأساسية، لاسيما في هذه الفترة التي تعرف انخفاضا شديدا في درجات الحرارة وسقوط كميات كبيرة من الثلوج. كما أنه يندرج في إطار سياسة القرب لفائدة هذه الساكنة، التي تقضي باتخاذ الإجراءات القمينة بالتخفيف من آثار موجة البرد، واستقبال المرضى وتمكينهم من العلاجات، وكذا فك العزلة عن الفئة القاطنة بالدواوير النائية والتي تجد صعوبة في التنقل إلى المراكز الصحية ومستشفيات المدن المجاورة. وتحتاج ساكنة هذه المناطق لخدمات واستشارات طبية في مختلف التخصصات منها الطب العام، والجهاز الهضمي، والحمل والتوليد، وطب الأطفال، وطب العيون وأمراض القلب والشرايين، والجراحة العامة، وطب الأسنان، فضلا عن حاجتهم للتحليلات الطبية. وكان الملك محمد السادس قد أعطى تعليماته السامية لوزارتي الداخلية والصحة وكذا للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، من أجل التعبئة لمواجهة آثار موجة البرد والصقيع الناتجة عن انخفاض درجات الحرارة بالعديد من المناطق بالمملكة خاصة بالأطلسين الكبير والمتوسط، مع تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين للحد من آثار موجة البرد والتساقطات الثلجية خصوصا في المناطق الجبلية. وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، تواصل السلطات العمومية، بشراكة وتنسيق مع مختلف المصالح والجهات المعنية، تدخلاتها لفك العزلة عن المناطق المستهدفة ومساعدة ساكنة المناطق الجبلية والنائية على مواجهة البرد القارس. ومنذ 22 نونبر الماضي وحتى 21 يناير الجاري، شملت تدخلات السلطات العمومية خدمات طبية متعددة استفاد منها ما يفوق 50 ألف شخص، وذلك من خلال مستشفيين عسكريين بكل من أنفكو بإقليم ميدلت وواويزغت بإقليم أزيلال، ومستشفى تابع لوزارة الصحة بالقباب بإقليم خنيفرة. كما استفاد 50 ألف شخص آخرون من القوافل والحملات الطبية المتعددة التخصصات. كما قامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن والسلطات المحلية بعمليات لتقديم المواد الغذائية والأغطية والملابس، استفاد منها ما يزيد عن 25 ألف شخص، فيما تم إيواء وتوفير الرعاية ل 1560 شخصا بدون مأوى بالمراكز الاجتماعية المختصة. وعلى إثر التساقطات الثلجية التي تعرفها حاليا بعض مناطق المملكة، والتي أدت إلى قطع بعض الطرق، عبأت السلطات العمومية كل الموارد البشرية والوسائل اللوجستيكية الضرورية، من خلال توفير ما يفوق 880 من الآليات المتخصصة في إزاحة الثلوج لإعادة فتح المنافذ الطرقية. كما تمت تعبئة عشر مروحيات تابعة لمصالح الدرك الملكي وأربع أخرى تابعة لوزارة الصحة، وما يفوق 1200 سيارة إسعاف للتدخل في الحالات الطارئة، فضلا عن تجنيد 1400 شخص بجميع الدوائر المعنية بموجة البرد، مزودين بوسائل الاتصال لإخبار السلطات العمومية بكل طارئ، بحسب ما ذكرت "وكالة المغرب العربي للأنباء".