يشكل الخطر الإرهابي الذي يلقي بظلاله القاتمة على العديد من البلدان الأفريقية، مبعث قلق رئيسي، بالنسبة للقادة الأفارقة الذين سيناقشون خلال قمتهم ال28 التي ستنعقد يومي 30 و31 يناير الجاري بالعاصمة الاثيوبية. وبحسب وكالة المغرب العربي للأنباء (و.م.ع)، فقد تطرق معهد الدراسات الأمنية الذي يتخذ من بريتوريابجنوب إفريقيا مقرا له، في تقرير خصصه لهذه القضية، إلى تطور هذا التهديد، مؤكدا أن قمة أديس أبابا تشكل فرصة سانحة لتقييم نتائج الجهود التي تبذلها دول القارة لمواجهة التهديدات المرتبطة بالجماعات المتطرفة. وبعدما توقف عند محاولات هذه الجماعات لاسيما تنظيم "الدولة" (داعش) لتعزيز وجودها في بعض البلدان، بما في ذلك منطقة الساحل، دعا المعهد كافة الدول الإفريقية، إلى تعزيز التنسيق في هذا الملف الحيوي من أجل تدعيم الأمن في القارة. وفي هذا الصدد، توقفت هذه المؤسسة البحثية عند الوضع في مالي، حيث المناطق الشمالية للبلد تشهد انتشارا لأعمال العنف المتطرف. وسجلت أن أنشطة الجماعات المتطرفة بدأت تعرف سنة 2016 توسعا خارج حدود مالي لتمتد إلى دول مثل بوركينا فاسو والنيجر وكوت ديفوار. وأعرب المعهد في هذا السياق، عن أسفه لنقص الموارد التي تخصصها البلدان الأفريقية لمكافحة الإرهاب، مضيفا ان هذه الموارد تبقى محدودة لمواجهة تهديد عابر للحدود. من جهة أخرى، تطرق المعهد لتنامي مخاطر التطرف في البلدان الإفريقية، مشيرا إلى أن هذه المخاطر بدأت تمتد إلى بلدان كانت إلى حدود الآن، في منأى عن العنف. وسجل المعهد أن تنظيم الدولة (داعش) يعمل على توسيع حملات التجنيد في بلدان مثل جنوب إفريقيا ورواندا، مشيرا إلى أن تنامي التهديد الإرهابي في إفريقيا يتطلب اجابات فعالة. وأضاف أن الأمر يتعلق بعمل دؤوب يتطلب جهدا طويل الأمد، يتمثل في نهج مقاربات أمنية وإطلاق مشاريع للتنمية المستدامة، معتبرا أن الرد العسكري فقط، اتضح أنه لم يعد كافيا حتى الآن. وسجلت المؤسسة البحثية أن الجماعات المتطرفة نجحت على الرغم من العمليات العسكرية التي استهدفتها، في تعزيز وجودها في بلدان مثل مالي والصومال. وأشارت إلى أن إفريقيا في حاجة إلى إجابات مبتكرة ومقاربات استباقية للقضاء على الفكر المتطرف على المستوى المجتمعي، داعية الاتحاد الافريقي إلى تنسيق العمل في مجال مكافحة هذه الآفة من خلال تعزيز قيم الحوار والتسامح.