أعلن الرئيس الغامبي السابق يحيى جامي تخليه عن الحكم، فيما سيقضي آخر ليلة في بانجول، قبل أن يغادر نحو العاصمة الغينية كوناكري على متن طائرة موريتانية. ويأتي تنحي جامي بموجب وساطة قادها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والغيني ألفا كوندي، انتهت باتفاق وقع عليه الأطراف فيه ضمانات بعدم ملاحقة الرجل قضائياً وتركه يرحل بأمواله إلى بلد يختاره. وبعد وضع جميع ترتيبات رحيل جامي، غادر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بعيد منتصف ليل الجمعة 20 يناير 2017 باتجاه نواكشوط، بعد أن أدلى بتصريح صحفي شكر فيه جامي على "ما تحلى به من شجاعة وتضحية مكنت من التوصل إلى اتفاق هام"، وفق تعبيره. وقال ولد عبد العزيز في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية في المطار: "هذا الاتفاق يصون للرئيس يحيي جامي شرفه وكرامته ووحدة واستقرار بلده"، مضيفاً أن جامي "سيغادر غامبيا عندما تكون الظروف ملائمة وفى أسرع وقت ممكن"، دون أن يحدد وجهته. وكان ولد عبد العزيز قد وصل إلى العاصمة الغامبية زوال اليوم الجمعة، ليقضي قرابة 12 ساعة متواصلة من المفاوضات في إطار وساطة لحل الأزمة السياسية التي تضرب غامبيا منذ أكثر من شهر. وقد مكنت الزساطة الموريتانية-الغينية من تفادي التدخل العسكري في غامبيا من أجل الإطاحة بالرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي الذي رفض الاعتراف بنتائج انتخابات رئاسية فاز بها مرشح المعارضة أداما بارو. وكان جامي قد ألقى خطاباً من مكتبه بالقصر الرئاسي بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والغيني ألفا كوندي، أعلن فيه التنحي عن السلطة من أجل الحفاظ على مصلحة بلاده وإبعاد شبح الحرب عنها. وأكد جامي في خطابه الذي نقلته وسائل الإعلام العمومية في البلاد، أنه يتخلى عن السلطة تفادياً للتدخل العسكري، متهماً دولاً لم يذكرها بالاسم بأنها ترغب في الزج بغامبيا في صراع مسلح عواقبه وخيمة، على حد تعبيره.