بدأت العديد من المؤسسات الإقتصادية والشركات في الدانمارك تشعر بأخطار انعكاسات الموقف المعادي للإسلام على مصالحها نتيجة مقاطعة منتجاتها من طرف مئات المؤسسات التجارية خاصة في منطقة الخليج العربي. كما توقعت مصادر صحفية أوروبية أن يتسع نطاق هذه المقاطعة تدريجيا وأن تقدم دول إسلامية على استدعاء سفرائها من الدانمارك كما فعلت السعودية وليبيا ردا على الإهانة التي تعرض لها عدد من السفراء العرب والمسلمين حينما رفض رئيس الوزراء الدانماركي إستقبالهم عندما اتوا للإحتجاج على ما نشرته الصحيفة السابقة الذكر. وفي أول رد فعل على المقاطعة الإقتصادية المتصاعدة، نشرت شركة آرلا الدانماركية للأغذية إعلانات في الصحف الصادرة في منطقة الشرق الأوسط تدعو إلى وقف مقاطعة الدول الإسلامية لمنتجاتها. وقالت الشركة التي تعد واحدة من كبرى الشركات الأوروبية لمنتجات الألبان إنها تواجه ضغوطا من قبل المستهلكين لاتخاذ موقف ضد قيام الصحيفة الدانماركية. واعترفت المتحدثة بإسم الشركة بأن نحو 300 مؤسسة أو شركة في الدول العربية والإسلامية قاطعت منتجات (آرلا) من بينها الجبن والزبدة والحليب. وتشهد السعودية منذ أسبوع حملة شعبية واسعة لمقاطعة البضائع الدانماركية احتجاجا على ما نشرته الصحيفة الذي أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم. وتحصل السعودية على ثلثي منتجات آرلا في الشرق الأوسط بمبيعات تصل إلى 396 مليون دولار. وأعلنت عدة شركات توزيع وبيع المواد الغذائية في السعودية أنها قررت سحب المنتجات الدانماركية من مراكز التسوق التي تمتلكها ووقف بيعها أو استيرادها. ومن هذه الشركات بنده والسدحان والعثيم والتميمي وباسمح، وتمتلك هذه الشركات المئات من مراكز البيع الكبيرة (أسواق مركزية) في معظم المدن السعودية. وقد امتدت دعوات المقاطعة إلى الإمارات العربية المتحدة والكويت واليمن وموريتانيا ومصر وسوريا ولبنان والأردن وغيرها. وقد بدأ نحو 50 مركز تسوق في الكويت مقاطعة المنتجات الدانماركية، في حين دعا رئيس البرلمان الكويتي جاسم الخرافي إلى مقاطعة اقتصادية للدانمارك لردع أي محاولة لسلوك مشابه في المستقبل. كما دعا عدد من أئمة المساجد المواطنين إلى مقاطعة البضائع الدانماركية. وقال رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوغ راسموسن إنه لا يقدر ولا يرغب في التدخل في شؤون وسائل الإعلام وإرغام الصحيفة على تقديم اعتذارات إلى المسلمين لأنها أساءت إلى دينهم. وأكد على احترام مبدأ حرية التعبير وقواعد الديمقراطية الدانماركية. غير أن المراقبين يشيرون أنه عندما يشعر الدانماركيون بالضرر الإقتصادي لمواقفهم فإنهم سيبدلون اراءهم. والواضح أن حملة العداء للإسلام في الدانمارك ليست سوى جزء صغيرا من حملة شاملة في العالم صعدتها الإدارة الأمريكية و صناع السياسة فى واشنطن منذ إنهيار الشيوعية حيث حددوا الإسلام كعدو رئيسي.وهم في تحركهم هذا يستهدفون إضعاف وتفكيك هذه الأمة التي تضم أكثر من 1300 مليون نسمة حتى يتيسر لهم السيطرة على مواردها والتحكم في مصيرها. وأمام هذه الهجمة وفي غياب قدرة مادية على رد واسع وقوي بسبب الإختلال القائم في ميزان القوى الدولي، ليس هناك من وسائل رد ناجع سوى المقاطعة الإقتصادية والسياسية فهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها خصوم هذه الأمة.