استعدادا للمشاركة في المعرض الدولي للكتاب ، اعتزمت جامعة ابن زهر بأكَادير إعداد الطبعة الثانية لكتاب الواقعي والمتخيل في الرحلة الأوروبية إلى المغرب، للباحث الدكتور عبد النبي ذاكر. والكتاب دراسة صورلوجية مقارِنة عمدت إلى التحليل الأدبي لصورة المغرب في عيون الغَرب، مُقايسةً بصورة الغَرب في عيون المغاربة. ويتكون الكتاب - الذي يحتفي بتقاطع نظرات ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط - من خمسة أبواب: يشتمل الباب الأول على فصلين. في الفصل الأول تم ضبط بعض المفاهيم الأولية، كالصورة والميث والمتخيل والواقعي والصورلوجيا، وعلاقة الرحلة بالمقارنة، وإشكالية الدرس الصورلوجي العربي والغربي. وفي الفصل الثاني تم تفصيل المنهاج من خلال مراجعة ما سمي بأزمة الصورلوجيا، ومن خلال عرض عناصر المقترب: (الإرسالية، الباث، المتلقي، السياق، الرؤية). أما الباب الثاني فمخصص للمستوى البنيوي للمتن الذي تمت معالجته في فصلين: الفصل الأول يتناول الإشكال البيبليوغرافي في ظل استراتيجية الشاهد والترجمة. والفصل الثاني يخص استراتيجية الإيهام بالواقعي. في حين اختُصّ الباب الثالث بدراسة الثيمات الكبرى للمتن، انطلاقا من المقاربة الدياكرونية لصورة المغرب في الرحلة الأوروبية من البدايات الأولى إلى حدود القرن العشرين. وفي هذا الإطار عرض الباحث لصورة الأسير والسلاطين، وللخصائص السلوكية والعقدية والعقلية والسيكولوجية للمغربي مسلما كان أم يهوديا أم امرأة أم طفلا أم بربريا. وقد خلصت الدراسة في الباب الرابع إلى تحديد دور الباث والمتلقي في تشكيل الصورة الغيرية. أما الباب الخامس ففيه دراسة وتحليل للغرائبية المعجمية. ليُختم الكتاب باستنتاجات عامة حول أزمة الكتابة الرحلية الأوروبية ودرامية أنَسيتها. وكذا حول أزمة الكتابة الرحلية المغربية التي سقطت في كمين سلطة الواقعي وواقع السلطة. وأخيرا تم تذييل هذا الكتاب ببيبليوغرافيا هامة للرحلات الأوروبية إلى المغرب، وبصور ورسومات تخص هذه النظرة المتقاطعة التي جمعت أوروبا بالمغرب على فترات تاريخية متباينة.