تنطلق يوم فاتح دجنبر بمدينة مراكش أشغال المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي في نسختها الثالثة على مدى أربعة أيام بمشاركة أزيد من 1000 شخصية فكرية وثقافية وسياسية وأكاديمية وإعلامية ودينية تحت عنوان العرب بين ثقافة التغيير تغيير الثقافة، و أكد الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز رئيس المؤسسة أن لا علاقة بين انعقاد هذا المؤتمر الذي جاء بدعوة من جلالة الملك محمد السادس وبين انعقاد مؤتمر منتدى المستقبل بالمدينة نفسها، ولا بينه وبين أي مشروع معلن عنه في جهات أخرى من أجل التغيير في العالم العربي، موضحا أن مواضيع المؤتمر تنبثق من قرارات لجن استشارية للمؤسسة. وأضاف الأمير السعودي في مؤتمر صحفي عقده بمراكش الخميس الماضي أن مؤسسة الفكر العربي أنشئت بتضامن بين الفكر العربي والمال العربي من أجل خدمة قضايا الأمة العربية الفكرية والثقافية، لأن كل نهضة فكرية ثقافية علمية لن تستطيع النجاح إذا لم تستند إلى تمويل كبير إما من قبل أغنياء الأمة أو من الحكومات، مشيرا أن من بين أهداف المؤتمر هي إتاحة الفرصة لكل مفكر ومثقف عربي يريد طرح أفكاره بشكل راق للمساهمة في تكوين رؤى مستقبلية للنهضة العربية، بغض النظر عن توجهه السياسي أكان من اليمين أو من اليسار وبعيدا عن كل تعصب أو تهجم، وكذلك إقامة تواصل حقيقي بين المسؤولين الحكوميين وبين هؤلاء المفكرين العرب، الذين كانت بينهم علاقة جفاء، لمناقشة الوضع الحالي والمستقبلي وإقامة جسر حوار حقيقي. وأشار الأمير خالد الفيصل أن مؤتمرات مؤسسة الفكر العربي لا يهمها أن تخرج بتوصيات ولا بقرارات لأن تلك تبقى حبيسة الرفوف ولا أحد يقرأها، بل تسعى إلى كسر الحواجز عن العقل العربي، وإلى أن تنصت القيادات العربية إلى رأي الفرد العربي الذي غيب صوته في الأزمنة السابقة.وانتقد المتحدث نفسه وسائل الإعلام العربية التي لا تهتم بالمبادرات المنبثقة من داخل الوطن العربي مثل هذه المبادرة، على خلاف اهتمامها بأي مبادرة تأني من خارجه والتسابق حول الكتابة عنها، ولذلك قررت المؤسسة، يضيف الأمير خالد، أن تعقد مؤتمرها السنوي مرة في كل عام وفي بلد عربي مغاير من أجل التعريف بهده المؤسسة الحديثة العهد، مشيرا أن المؤتمر التالي سيكون حول وسائل الإعلام وكيفية تعاملها مع القضايا العربية، وسيكون مثله مثل هذا المؤتمر أداة فاعلة من أجل المساهمة في تصحيح الصورة المشوهة التي ينقلها الإعلام عن الإنسان العربي، و إقامة علاقة أفضل بين البلدان العربية والبلدان الأخرى سواء في الغرب أو في الشرق. كما دعا الجميع إلى النهوض بأوضاع الأمة، كل حسب قدرته واستطاعته سواء كان ذلك بالمال أو بالأفكار، بدل التباكي وقبة الفعل أو التغني بأمجاد الماضي. وفي جواب عن سؤال ل التجديد قال الأمير خالد إن الصورة الحقيقية للإنسان العربي الذي تريد المؤسسة نقلها هي صورة الإنسان الذي صنع في عالم عربي حضارة يستفيد منها العالم الغربي اليوم، وصورة العلاقة المتينة التي كانت تجمع بينهما، لأن الإنسان العربي كان دائما يتحلى بأخلاق كبيرة وبتوجهات عظيمة بشغفه للعلم وللثقافة وحبه للعمل وليس ذلك الإنسان الذي يحاول العالم الغربي إلصاق تهمة الإرهاب به، مشددا على أنه من غير المنصف أن تستخدم أحداث السنوات الثلاثة الأخيرة لإلصاق تهمة الإرهاب بالإنسان العربي والإنسان المسلم لأن الإرهاب لا دين له ولا وطن له وهو موجود منذ بدء الخليقة وكان في الشرق كما كان في الغرب. جدير بالذكر المؤتمر الأول لمؤسسة الفكر العربي عقد بالقاهرة والثاني ببيروت في حين سينعقد المؤتمر الرابع سنة 2005 بدبي حول موضوع الإعلام. عبد الغني بلوط