من قلب تونس العاصمة، خرج عالمان عضوان بالمجلس الإسلامي الأعلى في تونس عن صمتهما وشنا هجوما لاذعا وغير مسبوق على تصريحات وزير الشؤون الدينية التونسي أبو بكر الأخزوري والأستاذة بجامعة الزيتونة منجية السوائحي التي تهجما فيها على الحجاب واعتبراه ظاهرة دخيلة على البلاد وموروثا إغريقيا، وأن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب هو العدو الأول للمرأة في التاريخ. وفي تصريحات خاصة أدلى بها عبر الهاتف لمراسل إسلام أون لاين.نت، أكد مفتي تونس السابق الشيخ محمد مختار السلامي على أن تصريحات الوزير سياسية يمليها الظرف القائم ولا علاقة لها بصحيح الدين، كما اعتبر تصريحات منجية السوائحي لا تستحق الرد. أما إمام مسجد عقبة بالقيروان الشيخ عبد الرحمن خليف علي فلم تمنعه ملازمته الفراش لمرضه من وصف كلام الوزير بالباطل وكلام الأستاذة الجامعية بفقاقيع في الهواء، داعيا المسلمين للتمسك بدينهم في عصر المناكر الذي يعيشون فيه. ومن جهته، امتنع الوزير الأخزوري عن التصريح لإسلام أون لاين.نت، كما رفض د. جلول الجريبي رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وهي مؤسسة تابعة للنظام الإدلاء بأي تصريح. وكان وزير الشؤون الدينية التونسي قد اعتبر الحجاب، في حوار نشرته جريدة الصباح التونسية يوم 27/12 /2005 ظاهرة دخيلة على تونس، ونشازا وزيا طائفيا وظاهرة غير مقبولة في تونس. وحول ما إذا كان علماء تونس يذهبون إلى ما ذهب إليه الوزير، قال الشيخ مختار السلامي: السيد أبو بكر الأخزوري رجل سياسة ويتقلد منصبا سياسيا، وشأن الساسة أنهم يدلون بتصريحات سياسية بحسب ما يملي عليهم الظرف. وأضاف لم يكن الأخزوري في يوم من الأيام من علماء المسلمين. وشدد الشيخ السلامي على أن المطلوب من المرأة الستر، ودلل على ذلك بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (الأحزاب59:). وأوضح أن المرأة المسلمة مطالبة بستر بدنها إلا وجهها وكفيها، مشيرا لحديث أسماء المعروف عن عائشة رضي الله عنها، قالت: إن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاقٌ، فأعرض عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: يا أسماء إنَّ المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلاَّ هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه.