قال محمد صديقي رئيس جماعة الرباط، خلال المؤتمر العام 14 لمنظمة العواصم والمدن الاسلامية، المنعقد يوم الثلاثاء 29 نونبر 2016 بالرباط، "موازاة مع ترسيخ اللامركزية والديمقراطية المحلية ببلادنا، أصبحت المدينة المغربية تشكل مجالا عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا يتم فيه التعبير عن الحاجيات المتجددة لساكنة حضرية في تزايد مستمر". وأضاف عمدة الرباط، في المؤتمر الذي عرف حضور 160 مدينة من مختلف الدول الإسلامية، أن المدن لم يعد بإمكانها أن تبقى حبيسة نماذج التدبير الإداري التقليدي، بل أصبح لزاما عليها التوجه نحو نظم ناجعة للتدبير، مع فسح المجال لحكامة تشاركية تمكن من انخراط كل المتدخلين والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين. وفي ذات الصدد شدد صديقي، في اللقاء المنعقد تحت عنوان "تقنيات التنمية المستدامة للمدن"، على ضرورة إغناء الإطار القانوني بالآليات الضرورية لتدبير المرافق العمومية المحلية والمتعلقة بالخصوص بمجموعات الجماعات، وشركات التنمية المحلية وآليات الاحتكام والتنسيق والاستشارة. كما أن مسار 40 سنة من الحكامة الترابية، يؤكد ذات المتحدث، جعل المدن المغربية ترقى إلى فضاء للتساكن والعيش الكريم، لتصبح ، حسب رأيه، مجالا للاستثمار والإنتاج مع الحفاظ على طابعها الحضاري المتميز. وتابع العمدة "فأمام العولمة وانتشار وسائل الاتصال التي حولت العالم إلى قرية أصبح المواطن يطالب بخدمات جيدة في مستوى تطلعاته". وطالب صديقي بالتفكير في أنماط جديدة من التسيير، أهمها الاستثمار في العنصر البشري والنهوض به للارتقاء بمردودية العمل الجماعي، وذلك من خلال تدعيم أساليب تدبير الموارد البشرية بآليات تهم مجالي التكوين والتحفيز. واستحضر في السياق نفسه أهمية البعد البيئي والتكنلوجيات الحديثة وتخليق تدبير الشأن المحلي، وذلك قصد التمكن من رفع تحديات العولمة والتنافسية الدولية للمدن. وواصل رئيس جماعة الرباط "فنحن أمام مسؤولية ثقل الانتظارات وجسامة التحديات التي على مدننا مواجهتها، بالنظر للمكانة الاستراتيجية التي أصبحت تحتلها في مسار تأهيل بلداننا وتقوية تنافسيتها على الصعيد العالمي". وكحل لما طرحه الصديقي، صرح في مداخلته الافتتاحية قائلا: "نحن نستطيع كمسؤولين عن المدن والجماعات والأقاليم والمحافظات والحكومات المحلية، أن نقدم الشيء الكثير لتنمية المجال الترابي الذي نشرف عليه وعلى رفاهية ساكنته." وتابع ذات المسؤول " نستطيع أن نقوم بدور مؤثر من خلال علاقاتنا وتبادل الخبرات فيما بيننا، نستطيع أن نقيم فيما بيننا شكلا جديدا للدبلوماسية غير التقليدية من خلال ما أسميه "دبلوماسية المدن والدبلوماسية الموازية". وتهدف هذه التظاهرة المنعقدة خلال الفترة الممتدة بين 29 نونبر وفاتح دجنبر 2016 إلى توثيق روح المودة والإخاء بين العواصم والمدن الحواضر المنضوية تحت منظمة العواصم والمدن الإسلامية، حسب تصريح المنظمين. كما يروم المؤتمر، حسب بلاغ المؤتمر ، إلى تعزيز وتطوير برامج بناء القدرات، والارتقاء بمستويات التنمية والخدمات والمرافق البلدية، وكذا المساهمة في النمو والازدهار للارتقاء بواقع المدن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي والعمراني.