يتوجه الناخبون الفلسطينيون الخميس 15/12/2005 للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحيهم في المرحلة الرابعة من الانتخابات المحلية التي تجري في 40 هيئة محلية وبلدية، 37 في الضفة الغربية، و3 في قطاع غزة. ويبلغ عدد المرشحين 1380 مرشحا يتنافسون على مقاعد هذه البلديات الأربعين وعددها 441 مقعدا. من خلا 86 قائمة حزبية ستتنافس في الانتخابات حاملة شعارات أحزابها، بينما هناك 17 قائمة حزبية ستخوض الانتخابات برموز أخرى فيما تتنافس 86 قائمة مستقلة". وتكتسب هذه المرحلة من الانتخابات أهمية خاصة باعتبارها تجري في كبريات مدن الضفة الغربية ومراكز المحافظات بعد استثناء مدينتي الخليل وطولكرم من الانتخابات، حيث تشهد تنافسا محموما بين القوائم المختلفة للفوز بانتخابات البلدية، فيما تبدو الأجواء اقل سخونة في القرى والبلدات الأصغر حجما. كما تكتسب الانتخابات المحلية في مرحلتها الرابعة أهمية خاصة باعتبارها المرحلة ما قبل الأخيرة، وتشكل نتيجتها أهمية بالغة في معرفة أوزان القوى والفصائل الفلسطينية المتنافسة (بضمها إلى المراحل الثلاث الأولى التي أجريت بها الانتخابات). وتتعدى أهمية المرحلة الرابعة من الانتخابات الدور التكميلي للمراحل الثلاث الأولى إلى اعتبارها مقياسا حقيقيا لأوزان الفصائل والقوى في المدن الكبيرة بمراكز المحافظات، وهي التي تمثل مركز الحركة السياسية الفلسطينية وبها يتم عادة صنع القرار لكل فصيل على مستوى كل محافظة. كما أن لإجراء هذه الانتخابات أهمية خاصة للمواطنين الذين باتوا يلحون في طلب إجراء الانتخابات بالمدن الكبرى لتحسين ظروف حياتهم وتخليص بلدياتهم من حالة الترهل جراء انتهاج سياسة التعيين على مدار ربع قرن من الزمان. وتمثل الانتخابات المحلية بمرحلتها الرابعة صورة مقربة للانتخابات التشريعية المقبلة، ويمكن اعتبارها "بروفة" لما ستؤول إليه نتائج الانتخابات التشريعية التي ستجري بعد أربعين يوما من الآن. قطبي الساحة من جديد ويتوقع أن يبقى التنافس في البلديات محصورا بين قوائم حركة حماس التي يحمل اغلبها اسم "ائتلاف الإصلاح والتغيير"، إضافة لأسماء محلية أخرى كما في بلدة قبلان حيث تحمل اسم "قبلان الجسد الواحد"، وبين قوائم فتح التي تحمل في غالبية المواقع أسم "فلسطين الغد" والتي قامت كذلك ترشيح أكثر من قائمة في كل موقع لحصد اكبر عدد ممكن من الأصوات، كما تشارك الحركة في قوائم أخرى إما متحالفة مع قوى اليسار أو مع المستقلين. ويرى مراقبون أن مشاركة حركة فتح بهذه الطريقة تأتي لضمان حصولها على اكبر عدد ممكن من المقاعد اعتمادا على التمثيل النسبي، حيث بامكانها إدخال مرشحين من أبنائها إلى المجالس المحلية من خلال أكثر من قائمة واحدة. كما يرجع المراقبون ذلك لسبب أخر يتمثل في صعوبة جمع أبناء الحركة خلف مرشحين من قائمة واحدة وبالتالي مثّل تعدد القوائم لفتح وسيلة للخروج من مشكلة داخلية وأخرى للمساهمة في تحقيق الفوز. المواقع بالتحديد ففي محافظة نابلس تجري الانتخابات في مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية والتي تعتبر معقلا لحركتي فتح وحماس، كذلك في بلدة قبلان ثاني أكبر تجمع سكاني في المحافظة، والمجالس القروية التالية: (بيت أمرين، قريوت، عينابوس، بزاريا، الناقورة، دير شرف، صرة). محافظة جنين: بلدية كل من: (جنين، وفي محافظة جنين تجري الانتخابات في جنين المدينة التي يبلغ تعداد سكانها نحو 40 ألفا وفي بلدات (اليامون، وميثلون، وجبع) والمجالس القروية لكل من: (عجة، صانور، الجديدة، سيريس، العرقة، الكفيرت، تعنك، زبونة، دبر أبو ضعيف، جلبون، فقوعة، عرانة، عانين، فحمة، دير الباشا، رمانة، الطيبة). ومحافظة رام الله والبيرة: كل من بلدية (رام الله، والبيرة) والمجالس القروية في كل من: (دير جرير، صفا، دير ابزيع، برقة)، وفي محافظة طولكرم مجلس قروي "سفارين". وفي محافظة شمال غزة تجري الانتخابات في دائرة أم النصر، أما في خانيونس فتجري الانتخابات في دائرتي الفخاري والقرارة. وكان مجلس الوزراء الفلسطيني قد أعلن تأجيل انتخابات بلدية الخليل بسبب الإجراءات الإسرائيلية وعدم موافقة إسرائيل على التنسيق في الخليل رغم موافقتها على ذلك في جميع البلديات الأخرى". كما أن هناك بلديتين حسمت نتيجتهما بالتزكية بسبب تقدم قائمة واحدة في كل منهما وهما بلديتا المغير قرب جنين وبرقة قرب نابلس. استطلاعات الرأي وكان أخر استطلاع للرأي نشره أمس الثلاثاء برنامج "دراسات التنمية بجامعة بيرزيت"، أظهر تنافسا كبيرا بين الحركتين في مختلف المواقع، فقد توقع الاستطلاع أن تكتسح قائمة "ائتلاف الإصلاح والتغيير" المؤيدة لحماس غالبية مقاعد بلدية نابلس بحصولها على 55% من الأصوات، فيما ستحصل كتلة فلسطين الغد التابعة لفتح على 15% فقط وقائمة العهد لنابلس التحالفية بين فتح والجبهة الشعبية وعدد من المستقلين والمهنيين على 7%. وفي جنين توقع الاستطلاع فوز كتلة شهداء جنين التي تدعمها حركة فتح والجبهة الشعبية بحوالي 48% فيما ستحصل القائمة الإسلامية للإصلاح والتغيير على 24%. وفي البيرة توقع الاستطلاع فوز قائمة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حماس ب44% من الأصوات وكتلة الوفاء للأقصى المؤيدة لفتح على 27% من الأصوات، وكتلة البيرة للجميع على 22%. وفي قرية "سفارين" الوحيدة التي تجري بها الانتخابات في محافظة طولكرم توقع الاستطلاع فوز قائمة سفارين للتغير المستقلة العائلية المدعومة من حماس ب55% وفلسطين الغد المدعومة من فتح على 41% فيما لا يوجد كتل أخرى تتنافس معهما ولم يقرر 4% بعد لمن سيصوتون. وتبين هذه الاستطلاعات بنظر المراقبين انحصار التنافس بين حماس وفتح في المرحلة الرابعة من الانتخابات التي ربما ستؤيد نتائجها ما جاء في الاستطلاع وربما تحول مضمونه إلى مجرد حبر على ورق كما هو حال كل الاستطلاعات الفلسطينية السابقة. المراحل الماضية وحول إجمالي عملية انتخابات مجالس الهيئات المحلية ذكر ياسر جرادات، مدير عام الإدارة العامة للتشكيلات وشؤون الانتخاب في الوزارة، أنه تمت حتى الآن ثلاث مراحل انتخابية، شملت المرحلة الأولى والتي جرت على دفعتين في كانون أول- ديسمبر 2004 وكانون ثاني- يناير 2005 انتخاب مجالس (36) هيئة محلية في المحافظات الشمالية والجنوبية، أما المرحلة الثانية والتي جرت في 5-5-2005 فشملت انتخاب مجالس(85) هيئة محلية، فيما شملت المرحلة الثالثة والتي جرت في 29-5-2005 انتخاب مجالس (104) هيئة محلية، ويصبح مجموع عدد الهيئات المحلية التي تم إجراء انتخابات لمجالسها (225) هيئة محلية، تضمنت 100 بلدية و11 مجلساً محلياً و114 مجلساً قروياً وذلك من بين (328) هيئة محلية مؤهلة للانتخابات. وأضاف جرادات، أنه على ضوء إقرار مجلس الوزراء انتخاب المرحلة الرابعة فإنه يبقى (59) هيئة محلية للمرحلة النهائية، مشيراً إلى أن هناك 156 هيئة محلية غير مؤهلة لإجراء انتخابات لمجالسها وتتألف من مجالس قروية صغيرة العدد، أو يقل عدد سكان التجمع عن (100) نسمة.