أعلن رئيس حركة الجمهورية الخامسة في فنزويلا وليام لارا أن الائتلاف الحاكم فاز بجميع مقاعد الجمعية الوطنية (البرلمان) البالغ عددها 167 وذلك خلال الانتخابات التي جرت يوم الأحد 4 ديسمبر 2005 وقاطعتها المعارضة. وقال لارا خلال مؤتمر صحافي حسب الارقام التي حصلنا عليها، فإن النواب ال167 في الجمعية الوطنية الذين تم انتخابهم هم جميعا من الموالين للرئيس هوغو شافيز. وحصل حزب حركة الجمهورية الخامسة الذي يتزعمه شافيز على 114 مقعدا والأحزاب الأخرى المشاركة في الائتلاف الحاكم تقاسمت المقاعد المتبقية. وكان نصيب المعارضة 79 مقعدا من أصل 165 في البرلمان المنتهية ولايته. المنظمات المحايدة والدولية التي راقبت الإنتخابات أكدت انها جرت بشكل جيد ولم تسجل حالات تزوير. نتيجة التصويت شكلت صفعة جديدة للولايات المتحدة وأنصارها من المعارضة الفنزويلية التي بررت مقاطعتها للإنتخابات بإتهام السلطات الانتخابية بمحاباة شافيز والتلاعب في أجهزة التصويت الالكترونية. ما حدث في فنزويلا هو إعادة وتكرار لما وقع ويقع في العديد من دول العالم وخاصة في الجزء المصنف منه بالعالم الثالث حيث تميل جماهير الناخبين الى تأييد ومساندة الأحزاب والقوى السياسية التي تتمسك بمواقف وطنية وتعارض سياسة الهيمنة الأمريكية سواء على الصعيد الإقليمي او الدولي، وترفض تفقير شعوبها أو إتباع السياسات الإقتصادية التي تفرضها الرأسمالية المتوحشة. فنزويلا تتعرض منذ سنوات لهجمة أمريكية شرسة جربت فيها واشنطن كل الأساليب بما في ذلك الإنقلابات العسكرية لإسقاط حكومتها، وفي كل مرة كان الشعب الفنزويلي يتمسك بقيادة ويمنع سقوطها. في نهاية شهر فبراير 2005 فضحت فنزويلا مخططا أمريكيا جديدا لزعزعة إستقرارها حيث أحالت ملف ما أسمته المؤامرة الأمريكية لغزوها واغتيال رئيسها شافيز الى منظمة الدول الأمريكية، وعززت كاراكاس اتهاماتها بأدلة ووثائق تؤكد تورط المخابرات الأمريكية في التآمر على فنزويلا. وفي كلمة أمام منظمة الدول الأمريكية الذي عقد في واشنطن يوم 23 فبراير، نفى وزير الخارجية الفنزويلي علي رودريغيز الاتهامات الأمريكية التي تقول ان فنزويلا تقيد حرية التعبير وتتعاون مع مسلحين كولومبيين وأنها قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة ووصفها بأنها غير لائقة. وأشار الى أن تاريخ أمريكا اللاتينية التي تحظى فيها الولاياتالمتحدة بسمعة سيئة في السعي على مدى عقود للقضاء على الحكومات اليسارية يبين أن مثل هذه الدعاوى تستهدف تهيئة الساحة لاجراءات أكثر تشددا ضد فنزويلا. المواجهات السياسية بين واشنطن وكراركاس لم تعرف إلا فترات هدوء قصيرة جدا فيما عرفت تصعيدا خطيرا من حين لآخر ولم يتوقف الرئيس شافز عن كشف خطر سياسة واشنطن على العالم. وقد وصف ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بأنها تهديد حقيقي للعالم. وذكر شافيز في الربع الأول من السنة الحالية في برنامج تلفزيوني عنوانه آلو، حضرة الرئيس ان من يحكم في البيت الابيض هو تهديد حقيقي للعالم. واضاف ان اليمين المتطرف التاريخي، ذا النزعة القتالية في الولاياتالمتحدة، هو الذي يحكم مع الاسف في البيت الابيض. وأكد شافيز ان الولاياتالمتحدة تحاول ان تطبق في فنزويلا خطة مماثلة لما حصل في هايتي حيث تنحى الرئيس جان برتران اريستيد في ظروف مثيرة للجدل. واعلن شافيز ان اريستيد كان ضحية خطف متعمد؛ قامت به القوات الاميركية ونصح واشنطن +بألا تحاول القيام بشيء مماثل في فنزويلا. وكرر شافيز ان الحكومة الامريكية تمول عبر مختلف المنظمات، احزاب ومجموعات المعارضة الفنزويلية التي تطالب بتنحيه عن الحكم. على الصعيد الدولي كسبت كاراكاس بمواقفها إحترام دول العالم وخاصة دول غرب أوروبا رغم أن هذه الأخيرة حليفة لأمريكا. من آخر مكاسب فنزويلا على الصعيد الدولي صفقة السلاح التي أبرمتها مع اسبانيا في بداية شهر ديسمبر 2005 رغم المعارضة الأمريكية الشديدة. فقد وقعت فنزويلا وإسبانيا عقدا بقيمة 56,1 مليار دولار تشتري بموجبه كراكاس طائرات نقل وسفن للقوات البحرية من مدريد، الأمر الذي قابلته الولاياتالمتحدة بالتعبير عن قلقها موضحة إمكانية عرقلة هذه الصفقة إذا كانت تشمل مكونات تكنولوجية أمريكية. ووقع العقد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ووزير الدفاع الإسباني خوسيه بونو ، وتضمن شراء كراكاس أربع سفن دورية ساحلية وعشر طائرات نقل من طراز سي 295 وطائرتي مراقبة بحرية ضمن برنامج أوسع لتحديث القوات المسلحة الفنزويلية. وقال شافيز في حفل التوقيع إن النفوذ السلبي للحكومة الأمريكية في هذه الصفقة كان جزءا من المفهوم الذي يريدون فرضه على العالم. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك عن انتقاد واشنطن للصفقة مشيرا إلى أن بلاده ستدرس الإجازات التكنولوجية ذات العلاقة ببيع 12 طائرة نقل سي 295 وثماني طوافات. وأكد السفير الأمريكي في مدريد معارضة واشنطن للصفقة موضحا أن بلاده ستدرس تقييد نقل تكنولوجيا عسكرية أمريكية فيها. مدريد لم تبال بالتهديدات الأمريكية وأكدت تمسكها بالصفقة مشيرة أن الصناعة الإسبانية والأوروبية قادرة على مواجهة أي حظر أمريكي وأن ما يروج عن أن الطائرات المتعاقد عليها تشمل ما بين 50 و60 في المائة من المكونات الأمريكية يتطلب بيعها رخص تصدير أمريكية، أمر غير صحيح. ويشار إلى توقيع فنزويلا -التي حققت زيادة كبيرة في عائدات مبيعات النفط بفضل ارتفاع أسعاره- وقعت عقودا لشراء طائرات و100 ألف بندقية كلاشنكوف من البرازيل ومروحيات حربية من روسيا في العام الحالي بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية وتحديث قواتها المسلحة.