قال مسؤول ليبي كبير بأن إن عضوية ما يسمى ب(الجمهورية الصحراوية ) في الاتحاد الإفريقي قبل أزيد من عشرين عاما وانسحاب المغرب منه أمر غير طبيعي، في أول خروج إعلامي ليبي رسمي حول هذا الموضوع الذي مزق منظمة الوحدة الإفريقية في بداية الثمانينات من القرن الماضي، عندما صفق المغرب باب المنظمة غاضبا من قبول عضوية جبهة البوليساريو. جاء ذلك التصريح على لسان محمد شكري غانم أمين اللجنة الشعبية العامة بليبيا، ما يعادل منصب رئيس الوزراء في الجماهيرية، في حوار مع الزميلة الصحراء المغربية نشرته أمس الثلاثاء، حيث قال فعلا يبدو هذا الأمر غير طبيعي ، لكن مع ذلك أقول إن منظمة كبيرة بحجم الاتحاد الإفريقي قد يحصل في عملها بعض سوء الفهم لكن مع ذلك نأمل في التغلب على مثل هذه المشاكل حتى يعود المغرب إلى مكانه الطبيعي . حديث المسؤول الليبي عن أمله في التغلب على المشكلات التي كانت في الأصل سببا في مغادرة المغرب لمقعده داخل المنظمة قد يؤشر إلى احتمال حصول تحول قريب في مواقف المنظمة التي تركت مكانها قبل سنوات قليلة لما أصبح بسمى بالاتحاد الإفريقي، وعودة المغرب بالتالي إلى حظيرة هذا الاتحاد الذي طالما أنهكته المشكلات الداخلية وكثرة التجاذبات السياسية والإيديولوجية في الماضي. هذا التحول في الموقف الليبي لم يأت مصادفة، فالتحولات الإقليمية والدولية دفعت الكثير من دول المنطقة وأعضاء الاتحاد الإفريقي إلى القيام بنقد ذاتي. وينضاف هذا التصريح الليبي التصريح الذي أدلى بها مؤخرا الوزير الأول الطوغولي آدم كودجو الذي عبر فيه عن أسفه لدوره في تسهيل دخول جبهة البوليساريو إلى حظيرة منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984 عندما كان كاتبا عاما لها، أخذا بالاعتبار حقيقة أن جبهة البوليساريو لا تتوفر على المواصفات التي تؤهلها لعضوية المنظمة. وكانت عدة بلدان إفريقية قد عبرت في وقت سابق عن رغبتها في عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بعد أزيد من عشرين عاما من الغياب، من بينها السينغال والكونغو، وذلك إثر الجولة الإفريقية التي قام بها الملك محمد السادس للقارة في العام الماضي. والمعروف أن المغرب يربط رجوعه الى المنظمة الأفريقية بعودة الشرعية وإحترام القانون الدولي أي طرد الجمهورية الوهمية من المنظمة. وتعتبر ليبيا إحدى البلدان الإفريقية التي قدمت الدعم العسكري والمالي لجبهة البوليساريو منذ إنشائها في بداية السبعينات إلى جانب كل من الجزائر وسوريا واليمن الجنوبي، كما يكشف التقرير الذي تنشرهالتجديد حاليا على حلقات والصادر مؤخرا عنالمركز الاوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن في نهاية شهر نوفمبر المنصرم.