تحول مقر مؤتمر الأممالمتحدة بشأن تغير المناخ، في مدينة مراكش، إلى ساحة يقصدها محتجون مغاربة وأجانب، بهدف الاستفادة من الوجود الكثيف لوسائل إعلام محلية ودولية في إلقاء الضوء على ملفات عدة. وبين يومي 7 و18 من شهر نونبر 2016، تسضيف مراكش الدورة ال22 لمؤتمر أطراف الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي، والتي تبحث آليات جمع 100 مليار دولار التزمت الدول المتقدمة، وبموجب اتفاقية باريس العام الماضي، بمنحها للدول النامية؛ لتجاوز تداعيات التغير المناخي. ومنذ انطلاق المؤتمر، هيمنت على المشهد احتجاجات مناهضة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وأخرى منددة بمشاركة إسرائيل في المؤتمر، وثالثة تطالب بتعزيز حقوق المرأة، ورابعة تطالب بتحسين مستوى التعليم في المغرب. ترامب رئيسا لم يمر اليوم الثاني من المؤتمر، إلا وجرى إعلان فوز الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية. فوز ترامب بعثر أوراق الكثير من المشاركين في مؤتمر المناخ بسبب آرائه غير الداعمة لجهودهم. ووصف الجمهوري ترامب، خلال حملته الانتخابية، تغير المناخ بأنه "مجرد خدعة"، وهدد برفض اتفاق باريس، وهو اتفاق عالمي تفاوضت بشأنه حوالي 200 حكومة، وصادقت عليه نحو 103 دول. وخلال وقفة احتجاجية في مقر المؤتمر الأممي، الأربعاء الماضي، حذر عشرات النشطاء المدافعين عن البيئة، من احتمال اتخاذ ترامب مواقف مناهضة لجهود مكافحة التغير المناخي. المحتجون وهم من المغرب، فرنسا، الغابون، الأرجنتين، إيطاليا وغيرها من الدول، دعوا ترامب بعد تنصيبه رسميا يوم 20 يناير 2017، إلى الاستمرار بإيجابية في مفاوضات اتفاقية باريس، وعدم الانسحاب منها أو عرقلتها. وفي تصريحات إعلامية خلال المؤتمر، أعربت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة بشأن التغير المناخي، باتريسيا اسبينوزا، عن تطلعها للعمل مع الإدارة الأمريكيةالجديدة من أجل تحقيق تقدم في مواجهة التغير المناخي تستفيد منه شعوب العالم. فيما احتج عدد من الشباب من جنسيات مختلفة، داخل مقر المؤتمر، لتحذير المسؤولين من مخاطر التغير المناخي على الأجيال القادمة. مشاركة "إسرائيل" أثارت مشاركة وفد "إسرائيلي" رسمي في مؤتمر المناخ ورفع علم إسرائيل حالة من الغضب في المغرب؛ بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار احتلال "إسرائيل" لأراض عربية، ورفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، بحسب محتجين. ونظمت جمعيات مغربية غير حكومية وقفات احتجاجية في مراكش والدار البيضاء والعاصمة الرباط. وخلال مظاهرة مراكش، الخميس الماضي، دعا عشرات الحقوقيين المغاربة والأجانب إلى "تجريم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني (إسرائيل)". وردا على الاحتجاجات، صرح وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، بأن من حق جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة حضور المؤتمر؛ لأنها هي الجهة المنظمة للمؤتمر، وعلى المملكة احترام القواعد الأممية في هذا الشأن. وقفة نسائية وأمام مقر مؤتمر المناخ في مراكش تظاهرت حقوقيات من جنسيات مختلفة، يومي الثلاثاء والخميس الماضيين، للمطالبة بتعزيز حقوق المرأة. ودعت عشرات المحتجات المجتمع الدولي إلى العمل على زيادة تمثيل النساء في المؤسسات الدولية والحكومات، وتعزيز مشاركتهن في عمليات اتخاذ القرار. وخلال وقفتهن، رفعت المحتجات لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تطالب بتوفير وتحسين خدمات التعليم والصحة لجميع سكان العالم، لاسيما المتضررين من الحروب، إضافة إلى إيجاد توزيع عادل لثروات العالم. احتجاج طلابي وللاستفادة من التغطية الإعلامية المكثفة، امتدت من الرباط إلى مراكش احتجاجات طلاب يطالبون المسؤولين بتحسين مستوى التعليم في المملكة. كما تظاهر قرابة ألف من خريجي المدارس العليا للأساتذة، في مراكش، لمطالبة الحكومة بالحصول على وظائف عمومية.