أرييل شارون الذي خاض الانتخابات السابقة التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة على أساس وعد انتخابي بأن يقضي على الانتفاضة خلال مائة يوم، يبدو أن الانتفاضة هي التي قضت عليه؛ فقد مرت حكومتان برئاسته وتعديلان وآلاف الأيام دون القضاء على الانتفاضة، ويضطر اليوم شارون إلى طلب حل الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة والقضاء على حزب الليكود، حيث من المتوقع أيضا أن يعلن شارون استقالته رسميا من حزب الليكود اليميني الحاكم تمهيدا لخوض الانتخابات المرتقبة مطلع العام المقبل على رأس حزب جديد. وطلب شارون من الرئيس موشي كاتساف حل البرلمان ممهدا الطريق أمام إجراء انتخابات مبكرة في مارس المقبل. وقال كاتساف خلال مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة إن:رئيس الوزراء طلب مني حل الكنيست لأنه في شكله الحالي لا يتيح عمل الحكومة بشكل صحيح. وتشير وسائل الإعلام هناك إلى أن شارون يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية المبكرة المقبلة على رأس حزب جديد (يمين-وسط) بعد 30 عاما على تأسيس الليكود.وتقول مصادر بحزب الليكود إن شارون اتخذ قرار الانسحاب من الحزب الذي كان أحد مؤسسيه عام 1974 بعد التشاور مع عدد من مستشاريه. ويأتي تخلي شارون عن حزب الليكود استجابة للتحدي الذي أطلقه فوز عمير بيرتس بزعامة حزب العمل واستمرار الضغوط عليه ممن يسمون بالمتمردين داخل حزبه الذين عارضوا الانسحاب من قطاع عزة. ويتوقع أن يعتمد شارون(77 عاما) على دعم حوالي 51 نائبا، غالبيتهم من الليكود، لتشكيل حزب جديد بزعامته، في حين رجحت بعض المصادر أن يضم الحزب الجديد السياسي المخضرم وزعيم حزب العمل السابق شمعون بيريز. وكان شارون قد أكد قبيل ذلك خلال اجتماع للحكومة عزمه على مواصلة العمل مع شمعون بيريز. وبحسب استطلاعات الرأي فإن شارون هو الشخصية السياسية الأكثر شعبية في الكيان الصهيوني، وأن حزبا جديدا من يمين الوسط بزعامته قد يشكل تهديدا جديا لحزب الليكود. ويرى المراقبون أن هذا الحزب يمكن أن يحصد 28 مقعدا من مقاعد الكنيست مقابل 18 لاليكود و28 للعمل، من أصل 120 مقعدا في الكنيست. زعيم العمل بيرتس يتحدى شارون وجاءت هذه التطورات بعد أن صوتت اللجنة المركزية لحزب العمل أول أمس الأحد لصالح انسحاب ممثليه من حكومة شارون تمهيدا لخوض المنافسة معه في الانتخابات. وتوافق حزبا العمل والليكود على 28 مارس المقبل موعدا مبدئيا للانتخابات باعتبار أن تحديد الموعد النهائي من صلاحيات رئيس الدولة. وجاء التصويت خلال اجتماع اللجنة في تل أبيب أول أمس بناء على توصية تقدم بها الزعيم الجديد لحزب العمل عمير بيرتس الذي جمع رسائل استقالات من وزراء الحزب الأسبوع الماضي. وفي خطاب له خلال الاجتماع ركز بيرتس على قضايا الاقتصاد الداخلي، متهما حكومة شارون بتعميق الفقر وإذلال الفقراء والمهاجرين. وحث بيرتس الناخبين من حزب الليكود ممن سماهم بالطبقة الدنيا على التصويت لصالح العمل قائلا:"أنتم لا تتخلون عن الليكود. الليكود هو من تخلى عنكم".