يا ترى كيف عُرفت جنسيات المفجرين في حوادث عمان خلال 48 ساعة بعد أن تحولوا إلى أشلاء صغيرة؟ هل كانوا يحملون معهم جوازاتهم التي لم يصبها أذى من جراء التفجير، كما تساقطت جوازات منفذي الحادي عشر من سبتمبر مع المباني المتهاوية، حسب رواية وكالة الاستخبارات الأمريكية؟ أو هل كانوا يحملون بطاقاتهم الشخصية، كتلك التي حملها منفذي تفجيرات لندن في جيوبهم وهم في رحلة الموت، كما أخبرنا جهاز الاسكتلنديارد البريطاني؟ ومن تكون ساجدة الدليمية التي ظهرت على التلفاز الأردني؟ ولماذا لم تتحدث بكل القصة من أولها لآخرها، بدلا من نصف دقيقة.. وما السر في ظهورها على شاشة التلفاز متماسكة تماما وغير مترددة في الحديث وغير حزينة على مصير زوجها، أو خائفة على مصيرها؟ هل كانت حقا خلف محاولة تفجير الفندق؟ وكيف ألقي عليها القبض من بين عشرات آلاف العراقيين الذين تغص بهم العاصمة الأردنية في أقل من 24 ساعة؟ يقول لنا النظام الأردني أن استخباراته التي ترقى إلى مستوى الموساد الصهيوني، قد عمل بكفاءة بالغة في الكشف عن الإرهابيين.. ولكن أين كانت هذه الاستخبارات عندما دخلت الأحزمة الناسفة..؟ وأين كانت عندما استغرق التخطيط للعملية 5 أيام فقط ؟ وكيف وصلوا ودخلوا فندقا ترتاده شخصيات كبيرة في مناطق تتمتع بالحماية الكبيرة؟ ولماذا وصل وزير الدفاع العراقي، سعدون الدليمي، إلى عمان مباشرة بعد التفجيرات، والتي أعقبت زيارة الجعفري في علاقات (ود وغرام) مفاجئة مع الأردن.. ولماذا شن (الدليمي) في أول تصريح له على الأراضي الأردنية هجوما على الدور السوري في دخول المتفجرات إلى العراق؟ هل هناك من يريد الربط بين سوريا، والقاعدة، وفنادق عمان، لأجل استصدار قرار من مجلس الأمن بإرسال فرق التفتيش إلى دمشق، ثم شن الحرب عليها تحقيقا لحلم إسرائيل؟ ثم لماذا تواكبت التفجيرات مع الحملة التي دشنتها الولاياتالمتحدة على سوريا وعلى مختلف الأصعدة؟ وتواكبت أيضا مع قدوم كوفي عنان إلى عمان ثم العراق.. وتواكبت مع التوافد المفاجئ لوزراء خارجية الدول المشاركة في احتلال العراق، وكذا مع الاستعداد للانتخابات.. وهل كان وجود عدد من القيادات الفلسطينية المهمة في أحد هذه الفنادق صدفة؟ وهل كان مقتل المخرج الشهير (مصطفى العقاد) حادثا عرضيا مؤسفا.. وهو الذي كان يحضر لإخراج فيلم عالمي عن الحرب التاريخية بين المسلمين والصليبيين، ويريد إسقاطها على ما يحدث في الأراضي المحتلة وفي العراق من دمار وعنصرية وتشريد؟ وماذا كان يفعل عدد من موظفي وزراة النفط العراقية في هذه الفنادق يوم الحادث، وقد قتل منهم 3 وجرح رابع، كما أخبر بذلك وزير النفط محمد بحر العلوج؟ اعذرونا لأننا فقدنا براءتنا في تصديق ما نراه على شاشات التلفاز، حتى وإن (اعترفت) ساجدة باللهجة (الدليمية).. فعندنا في العراق مئات الاعترافات (المتلفزة) لأبرياء وبجميع اللهجات على شاشة العراقية السيئة السمعة.. ولأن النظام الأردني قد ساهم في تدريب العديد من قادة الشرطة العراقية الذين يتصدرون اليوم حملات الاعتقال الطائفي والتعذيب والقتل في صفوف المواطنين العراقيين، والحصول على اعترافاتهم (المتلفزة). هناك حقيقتان قد تيقن منها العراقيون، دون الحاجة لأي تلفاز أو تصريحات وزير داخلية، وهي أن هناك قوة احتلال تبطش بالناس في همجية حيوانية، وأن هناك مقاومة باسلة تعيد جيش الاحتلال في النعوش إلى بلدانهم كل يوم.. وما عدا ذلك.. فهو استعراضات تلفزيونية ليس إلا!؟