تُدفَع الزكاة للطلبة ليس باعتبارهم متفوقين، ولكن باعتبارهم فقراء ومحتاجين، فإذا كانوا فقراء ومحتاجين ثم متفوقين، فهؤلاء فعلا يستحقون استحقاقا إضافيا. والموجب هو أنهم فقراء ومحتاجون أو مدينون، بالإضافة إلى أنهم طلبة علم وشباب، كل هذا يوجب مساعدتهم وأولويتهم في الحصول على الزكاة، أما إذا كان الطالب متفوقا وهو ميسورأو أبواه ميسورين وينفقان عليه، فهذا لا يعطى من الزكاة. ما حكم من يدفع الرشوة لأجل الوظيفة بمسوغ أنه أحق بها؟ الأصل في الرشوة أخذا وعطاء أنها من المحرمات ومن الكبائر، وهذا لا شك فيه بالقرآن والسنة، ولكن جمهورالعلماء يرى على أن من كان له حق متعين، وليس حقا مشاعا كما في هذه الحالة، إذا كان هناك حق متعين، كمن عرف أنه نجح في مباراة وأنه سيقصى لفائدة غيره أو ما إلى ذلك، وكان متيقنا من حقه المحدد والمتعين، فجمهورالفقهاء أجازوا أن الشخص إذا لم يصل إلى حقه بالطريق الطبيعي والمشروع، يجوز له دفع الرشوة. وفي هذه الحالة، يبقى التحريم على من أخذ هذه الرشوة، أما الحقوق المشاعة وغيرالمتعينة فلا يجوز السعي لها بهذه الطريقة. رجل يصلي الظهر والعصر جمعا قبل خروجه للعمل، لأنه يتعذرعليه أداءهما أثناء العمل لعدم وجود مكان طاهر للصلاة. هل هذا جائز شرعا؟ أولا، نحن نعرف من حكمة الإسلام وبساطته وفطريته أنه جعل الأرض طاهرة ومطهرة، والإنسان قد يتيمم من الأرض ويصلي عليها، فإذا وجد مترا واحدا أو باعا من الأرض، فإنه يصلي ويضع ثوبه النقي في هذه المساحة الصغيرة. فالإنسان سواء كان في مكتبه أو ممره أوحديقة المكان الذي يوجد فيه فهو صالح للصلاة، وليس بالضرورة في المسجد أو بشروط معينة. ولذلك، إذا كان العذر، كما ذُكرلعدم وجود المكان الطاهر، فهو عذرلا يُتَصَور. لكن، إذا كانت هناك موانع أخرى، وفي ظروف عابرة وليست دائمة، هنا يمكن للإنسان أن يجمع تقديما وتأخيرا بين الظهرين أو بين العشاءين. كلما انتهيت من الوضوء وقبل الدخول في الصلاة، أجد نفسي قد أنزلت قطرات قليلة من البول، وأحيانا من المذي وذلك مرات عديدة يوميا. فماذا أفعل؟. هذه الحالة حالة مرضية وهي التي تسمى بالسلس. والشخص المصاب بالسلس يتحرى ما أمكن ويطهر نفسه ما أمكنه، ويتوضأ ويدخل فورا في صلاته مهما نزل منه، دون أن يترك مهلة زمنية بين الوضوء والصلاة، فإذا فعل ذلك، ومهما نزل منه في الصلاة وقبل الصلاة، فصلاته صحيحة ووضوءه صحيح إلى أن يختم صلاته. والله أعلم.