حصل العالم الياباني يوشينوري أوسومي على جائزة نوبل في الطب لعام 2016 تقديرا لإسهامه في مجال التعرف على كيفية تكسير وإعادة إنتاج مكونات الخلايا داخل الجسم، وهي النظرية التي تعرف ب"التدمير الذاتي للخلايا". وتمكن أوسومي من تحديد الجين المسؤول عن تنظيم عملية "الالتهام الذاتي" للخلايا وهو مصطلح طبي حديث يعبر عن التهام الخلايا الدهون والأجزاء التالفة وتحويلها إلى مواد عضوية وإصلاح التلف. ويُعد عمل أوسومي شديد الأهمية للتعرف على المشاكل الجسدية التي تسبب عددا من الأمراض الغامضة مثل السرطان وباركنسون. ومُنحت الجائزة نفسها العام الماضي لثلاثة علماء بسبب اكتشافهم علاجا جديدا للملاريا وعدد من الأمراض الموسمية. "الالتهام الذاتي" للخلايا وقد لا يبدو تدمير الجسم لخلاياه أمرا جيدا، لكن "الالتهام الذاتي" هو عملية طبيعة تستخدمها الأجسام للدفاع عن نفسها والبقاء على قيد الحياة. وتسمح هذه العملية بمواجهة الجوع والتصدي للبكتريا الغازية والفيروسات على سبيل المثال، بالإضافة إلى التخلص من الخلايا التالفة القديمة لتكوين خلايا جديدة. ويسبب الخلل في عملية "الالتهام الذاتي" العديد من الأمراض في سن الشيخوخة من بينها الخرف. وتُجرى أبحاث في الوقت الحالي لتطوير عقاقير يمكنها استهداف "الالتهام الذاتي" في أمراض عديدة بينها السرطان. ومصطلح "الالتهام الذاتي" هو مصطلح معروف منذ أكثر من 50 عاما، لكن لم تحدث طفرة في فهم أسرار هذه العملية إلا بعد أن بدأ الدكتور أوسومي أبحاثه وتجاربه بشأنها من خلال خميرة الخبز في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وأعرب الدكتور أسومي عن دهشته لحصوله على الجائزة، لكنه اعتبر منحه الجائزة "شرفا كبيرا"، حسبما ذكرت تقارير. وفي تصريح أدلى به لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "ان اتش كيه"، قال أوسومي إن الجسم البشري "يكرر دائما عملية التحلل الذاتي، وهناك توازن جيد بين عملية تكوين الخلايا والتحلل. وهذا هو سر الحياة." وأعرب البروفيسور ديفيد روبنشتاين الخبير في "الالتهام الذاتي" في جامعة كامبريدج عن سعادته بالتقدير الذي نالته الإسهامات المهمة للدكتور أوسومي في هذا المجال. وقال إن "بحثه الرائد على الخميرة أدى إلى اكتشاف جينات رئيسية وعمليات بيولوجية كيميائية أساسية وضرورية لعملية الالتهام الذاتي." وأضاف: "كون عملية الالتهام الذاتية تستمر على نفس حالتها من الخميرة للإنسان، فإن اكتشافاته (أوسومي) المختبرية وفرت أيضا أدوات مهمة للعديد من المختبرات للمساعدة في الفهم الجيد للأدوار المهمة للالتهام الذاتي في عمليات فيسيولوجية وأخرى متعلقة بالأمراض." وأضاف: "كون عملية الالتهام الذاتية تستمر على نفس حالتها من الخميرة للإنسان، فإن اكتشافاته (أوسومي) المختبرية وفرت أيضا أدوات مهمة للعديد من المختبرات للمساعدة في الفهم الجيد للأدوار المهمة للالتهام الذاتي في عمليات فيسيولوجية وأخرى متعلقة بالأمراض." وأوضح: "تشمل هذه الأمراض المعدية وأمراض السرطان، والعديد من الأمراض العصبية مثل مرض هنتنغتون وأشكال من مرض باركنسون. وفي الواقع، فإن المعالجة الجيدة لعملية الالتهام الذاتي قد توفر استراتيجية رئيسية لمعالجة بعض هذه الحالات." ورُشح لجائزة نوبل للطب أكثر من 270 عالما، وُتعد أولى جوائز نوبل التي يُعلن عنها سنويا، وتبلغ قيمتها حاليا ثمانية ملايين كورونا سويدية، تعادل نحو 930 ألف دولار. وتُمنح الجوائز التي تُقدم في مجالات العلوم والأدب والسلام منذ عام 1901 بناء على وصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل.