قالت مصادر مطلعة إن أعداد المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان الكريم بأحد مساجد مدينة مراكش المشهورين بالاعتكاف في تزايد هذا العام، وأكدت المصادر نفسها أن مسجد ابن يوسف الشهير الموجود في قلب المدينة العتيقة يستقبل العشرات من المعتكفين هذا الأيام التي تصادف العشر الأواخر من رمضان، مما جعل المصدر نفسه يبدي بعض التخوف من ألا يجد المتأخرون مكانا للاعتكاف، خاصة وأنه يعتبر المسجد الوحيد الذي تحيى فيها هذه السنة المؤكدة والهدي النبوي الفاضل، بعد أن ماتت ردحاً من الزمن . ويطالب بعض المواطنين بفتح مساجد أخرى للاعتكاف خاصة التي بها أماكن مخصصة لذلك مثل مسجد بن صالح القريب أيضا من مسجد بن يوسف والذي يتوفر على إقامة للمعتكفين ظلت مغلقة منذ سنوات، بل منهم من اقترح على المسؤولين وضع برامج خاصة للمعتكفين سواء بإلقاء دروس أو محاضرات، وتكليف أحد الأئمة الأخيار من أجل الاهتداء والاقتداء بل وإقامة مسابقات ثقافية دينية ودروس محو الأمية وتجويد القرآن. وعلمت التجديد أن إحياء سنة الاعتكاف بمسجد ابن يوسف الوحيد المخصص لهذا الغرض والذي تبقي أبوابه مفتوحة طيلة اليوم تقريبا، يحتاج إلى رخصة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إذ وجب على كل معتكف الإدلاء ببطاقة تعريفه الوطنية ومكان إقامته حيث ترسل أسماء جميع الملتحقين إلى نظارة الأوقاف بمراكش أول بأول. وفي الوقت الذي أحس فيه بعض المواطنين بإحراج بسبب هذه الإجراءات التي لم يتعودوا عليها خلال سنوات مضت، عزا مصدر مطلع ذلك لأسباب أمنية ولتوفير الراحة للمعتكفين وتفاديا للمشاكل التي قد تحصل لهم من ولوج أشخاص غرباء إلى المسجد من لصوص ومتسكعين وغيرهم. يشار إلى أن عددا من سكان مدينة مراكش يكرمون المعتكفين ويقدرونهم، كما أناساً من جميع الشرائح الاجتماعية تقبل على إحياء هذه السنة المباركة، ومنهم موظفون يأخذ بعضهم رخصة من إدارته من أجل التفرغ للاعتكاف كما يفعل آخرون من أجل الحج والعمرة.