نظم مركز طارق بن زياد بمدينة مكناس يوم الخميس الماضي ندوة علمية بعنوان: الفكرالإصلاحي عند محمد عبده، أشار في بدايتها الدكتورحسن حافظي ممثل المركز إلى أهمية مثل هذه اللقاءات العلمية، التي تساهم في تكوين الشعوب وتعمل على توعيتها، كما أكد على حاجة الأمة الإسلامية في الوقت الراهن إلى مثل هذه الشخصية العظيمة التي لم تخش في الله لومة لائم، واستهل الدكتور سعيد بنسعيد العلوي عميد كلية الآداب بالرباط مداخلته بسؤالين، أولهما حول الأسباب الكامنة وراء هذا التأخرالذي تعرفه أمتنا اليوم، ثم إمكانية المرء أن يجمع بين كونه مسلما وبين الانخراط في معركة التمدن والتقدم. وشرع في الجواب عن هذين السؤالين، انطلاقا مما كتبه محمد عبده في كتابه الاسلام والنصرانية باعتبار هذا الرجل الذي تصادف سنة 2005 الذكرى المأوية على وفاته، يعد واحدا من كبارمفكري النهضة، وخلص الأستاذ العلوي إلى أن دعوة هذا المصلح الكبير تتميز بستة أمور: النظر العقلي البعد عن التكفير الاعتبار بسنن الله تعالى في خلقه نفي وجود أي سلطة دينية في الاسلام، بل هناك نصح وإرشاد اعترافه بالسلطة السياسية كحق مدني عدم الحسم في علاقة السلطة السياسية بالسلطة الفكرية. ومن جهته، قارن الدكتور محمد ملوك بين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، فأكد على أن الأفغاني كان يهتم بإصلاح الحكومات، بينما كان محمد عبده يهتم بإصلاح الشعوب، وهوماميزه عن باقي المصلحين. وأشار ملوك أيضا إلى أهم المجالات التي عني بها محمد عبده وهي إصلاح الدين وإصلاح اللغة وإصلاح السياسة، كما نبه إلى الدورالذي قام به هذا المفكرالكبيرفي محاربة البدع والخرافات، وكذا تقليد الغرب ونقل أفكارهم وعاداتهم إلى البلاد الإسلامية. وفي ختام هذه الندوة العلمية، تقدم الأستاذ محمد السيدي بكلمة تناول فيها بنية الخطاب الإصلاحي عند الإمام محمد عبده، فنظر في فكره نظرة اللغوي الذي يتمعن في مكونات الخطاب، مؤكدا على عدم إمكانية الفصل بين النص وعناصره الخارجية في خطاب محمد عبده.