استقبل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري وعدد من أعضاء الأمانة العامة للهيئة وفد الجامعة العربية برئاسة السيد أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية والوفد المرافق له في مقر الهيئة في جامع أم القرى في بغداد. وفي بداية اللقاء رحب الأمين العام للهيئة بالوفد وهنأه بسلامة الوصول. من جانبه أعرب أحمد بن حلي عن قلقه من تدهور الوضع العراقي قائلاً: ( الموقف العربي أصبح واعيا لخطورة الأوضاع في العراق). وأعلن عن هدف الزيارة الرئيس بقوله: ( جئنا لإطلاق مبادرة مؤتمر مصالحة وتوافق بين الأشقاء في العراق). وأكد الحلي على أن هذه المبادرة تأتي لتحقيق المصلحة العليا للعراق تحت مظلة الجامعة العربية. ثم نقل رسالة السيد أمين عام الجامعة العربية قائلاً: ( إن هذه المبادرة جاءت بعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في الشهرالماضي وتمخضت عن تشكيل لجنة وزارية سداسية للدول المجاورة للعراق إضافة إلى مصر والبحرين، من أجل إيجاد صيغ موحدة وحضور دعم عربي). وأضاف الحلي أنه جاء من أجل سماع رأي هيئة علماء المسلمين باعتبارها مرجعية أساسية ومهمة ويمكن الاعتماد عليها في تحقيق وإنجاح هذه المبادرة مؤكداً على ضرورة تدقيق ودراسة هذه المبادرة. من جهته رحَّب الشيخ الضاري الأمين العام للهيئة بهذه المبادرة وعبَّر عن استعداد الهيئة للمساعدة على إنجاح هذه المبادرة مضيفاً: (إن الهيئة على استعداد للمشاركة في هذه المبادرة وحضور أي اجتماع وعلى أي مستوى بشرط أن يكون داخل العراق أو تحت مظلة الجامعة العربية تحديداً ). كما أكد الشيخ الضاري على ضرورة حضور العراقيين دون أي تدخل من أي طرف آخر في هذا الحوار؛ قائلاً: ( ذلك لأننا نريد الحفاظ على وحدة ومقدرات البلد وعدم السماح لأي طرف عربي أو أجنبي للتدخل إلا بما ينفع الطرفين). وأشار الضاري إلى أنه هناك في البلد الآن حرب مستمرة أو ما يمكن أن نسميه حرباً أهلية لكنها ليست من قبل أهل العراق الأصلاء ولا من مكوناته الأساسية وإنما من كتل سياسية اعتمدت على الاحتلال في مجيئها واعتمد الاحتلال عليها في تحقيق مصالحه. وأكد على أهمية أن تكون هناك مصالحة من أجل جلب الأمن وأضاف أن من يقول إنه لا يحتاج مصالحة فهو غير صادق وهو لا يريد المصالحة؛ لأنه هناك قتل وتشريد وإرهاب واغتيالات وهناك مخابرات دول تقتل وتفجر في البلاد. ثم وضع الشيخ الضاري شروطاً لهذه المصالحة تلخصت بما يأتي: 1-ضرورة تسمية المحتل باسمه. 2-تحديد جدول زمني لانسحاب الاحتلال. 3-وضع تعريف محدد للإرهاب. 4-الاعتراف بالمقاومة الوطنية. 5-العمل على إعادة الجيش العراقي وبآلية يتم الاتفاق عليها ويستثنى من ذلك المجرمون. 6-حل الميليشيات المسلحة لأن الشر اليوم كله من هذه الميليشيات وهي معروفة بإجرامها ومحسوبة على أطراف أخرى وترفع الطائفية السياسية شعاراً لها. وبعودة الجيش سوف تتلاشى كل هذه الميليشيات. كما أكد على أن أي مصالحة سوف لن تنجح إلا بوضع نهاية للاحتلال وإلا فإن المشكلة ستبقى كما هي ثم بعد ذلك ننظر في البديل وأضاف : (نحن قلنا للسيد الأخضر الإبراهيمي ما هو البديل. إنه الأممالمتحدة وهذا بموافقة كل الأطراف وكذلك الجامعة العربية). الشيخ جواد الخالصي الأمين العام للمؤتمر التأسيسي العراقي والذي حضر هذا اللقاء صرَّح بالقول : ( إن هناك مراجعاً شيعية عديدة ترفض الدستور). كما عبَّر عن انزعاجه مما سماه الاستقبال غير اللائق من الجهات السياسية لوفد الجامعة العربية مضيفاً: ( إن هذا هو واقع السلطة لأنها لا تمثل مصالح الوطن ).