لم تستوعب بعد وضعية المواطن الروداني حرقة التسعيرة الاستشفائية الأخيرة وإجراءاتها المشددة أحيانا، لتزيد صدمة المواطن المتتبع لحال المستشفى الإقليمي صدمات أخرى أمام واقع لا يتماشى في كثير من صوره مع مصلحة المريض وراحته وترشيد المال العام. وقد استنكرت هيئة الأطباء ما عرفه المستشفى الإقليمي في الآونة الأخيرة من إجراءات هدم وبناء همت الكثير من أجنحته ومرافقه، لكون تلك الإجراءات تمت حسب بيان لها دون استشارة الأطباء المعنيين بتلك الأجنحة التي شملها التغيير، ودون إخبار اللجنة الاستشارية الطبية للمرفق، ولكونه أيضا تم دون سابق دراسة، وبقرارات قال الأطباء إنها انفرادية وأحادية وارتجالية، أدت إلى إحداث مصالح جديدة على حساب مصالح أخرى، مما سيؤثر سلبا على المردودية ومصالح المواطن، هذه الإجراءات لم يجد لها بعض الأطباء مبررا مقنعا، اللهم إهدار المال العام، في نظر البيان. وتتوافد على المستشفى الإقليمي حالات متعددة من المدينة، وأيضا من جميع نواحي الإقليم ومناطقه، إلا أن واقع أطر التمريض لا يعكس حجم العمل في المرفق، ففي الوقت الذي يتجاوز فيه عدد الممرضين بمستشفى أولاد تايمة تسعين ممرضا، رغم محدودية الوافدين عليه، والشيء نفسه بالنسبة لمستشفى أولاد برحيل، يعاني المستشفى الإقليمي المركزي من خصاص كبير في الممرضين، وقد ندد بيان هيئة الأطباء بظاهرة التنقيلات العشوائية والمستمرة للمرضين، أو ما يسمى بهجرة الممرضين المفضلين لأولاد تايمة وأولاد برحيل. ويستغرب المواطن حين يجد أن جناحا مثل الإنعاشن يشرف عليه ممرض واحد أو ممرضان، كما أن طريقة البناء غير المدروسة لهذا الجناح، التي وضعت المرضى في معزل عن بعضهم البعض داخل غرف، يعقد من مسؤولية الممرض المراقب لحالاتهم. وفي وقت تتطلع فيه ساكنة تارودانت إلى تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إنجاز وإحداث مشاريع تنموية واجتماعية تخدم مصلحة المواطن وتضمد جراحاته التي لطالما عمقها الوضع الاجتماعي المعيش، وفي الوقت الذي يطمح فيه مواطنو المدينة إلى فتح مزيد من الاختصاصات التي يفتقر إليها المستشفى المركزي، كقسم الأمراض الجلدية، وقسم القلب والشرايين... يفاجأ الرأي العام الروداني بقرار من إدارة المستشفى يقضي بتحويل قسم جراحة العظام إلى قسم الإنعاش، مع العلم أن مبالغ باهظة صرفت من أجل بنائه وتجهيزه، ومن جهة أخرى، فإن قسم جراحة العظام، الذي يستقبل ما معدله عشر حالات أسبوعيا، مكسب تحقق بعد معاناة طويلة للمواطن، أتعبه فيها ترحاله بين مصحات أكادير ومستشفاه، والتكاليف الباهظة لذلك. وتطرح الساكنة، التي لم تستوعب هذا القرار الجديد بعد، أسئلة عن أسباب هذا التغيير، الذي يرفضه الأطباء في المستشفى، في عريضة وقعوها وعبروا من خلالها عن أهمية هذا القسم وضرورة الحفاظ عليه، بل وإغناء معداته وآلياته. وكثيرا ما يصدم المريض عندما تتطلب وضعيته إجراء عملية جراحية بورقة من الطبيب المختص، تحمل رسالة عنوانها نقص في المعدات المعنية، مما يضع الطبيب والمريض في موقف لا تتحقق به غاية إنشاء الاختصاص، وقد يجتهد الطبيب بحلول ترقيعية تضعه في موقف لا قانوني وخطير أحيانا، سيما وأن المواطن قد لا يتفهم وجود هذا النقص، مما يضطر معه الطبيب إلى تقرير الوضع وترك حال المريض كما هو عليه إلى حين جود الإدارات بشراء المعدات.