تعيش جماعة الثلاثاء أولاد عزوز بإقليم خريبكة حالة من التوتر، نتيجة النزاع الحاصل بين ساكنة المنطقة وإدارة المكتب الوطني للشريف للفوسفاط بخصوص استغلال أراضي المنطقة في استخراج مادة الفوسفاط. ووسط اتهامات متبادلة بين الطرفين تؤكد السلطات الإقليمية على أن وظيفتها تتمثل في الحيلولة دون وصول الأوضاع إلى حالة الفوضى ومن ثم فهي تحاول معالجة المشكل من خلال عملية توافقية بين إدارة الفوسفاط وساكنة أولادعزوز. هؤلاء الذين يتوجب أن يرحلوا قبل نهاية سنة 2005 ، حسب السلطة، بحكم أن المكتب الشريف للفوسفاط سيشرع في عملية الاستغلال بداية السنة القادمة. وبينما يؤكد سكان المنطقة أن ما حصل هو نتيجة توافق سري بين المكتب الشريف للفوسفاط وأطراف من السلطة المحلية، هدفه حرمان السكان من أراضيهم التي تدخل في نطاق الأراضي السلالية، فإن أحمد الشربي من إدارة المكتب يِؤكد أن المكتب الشريف للفوسفاط قد اقتنى الأرض من الجهة الوصية عن أراضي الجموع وهي وزارة الداخلية، كما قام بتعويض الساكنة عن كافة الممتلكات والمقتنيات ، لكن بعض السكان، حسب المسؤول عن إدارة الفوسفاط، يصرون على عدم مغادرة الأرض على الرغم من الوساطة التي قامت بها السلطة المحلية. في هذا السياق أشارعلال البصراوي محام بهيئة خريبكة أن قانون نزع الملكية واضح من الناحية القانونية، كما أن المالك من حقه أن يطعن في حجم التعويض أمام المحكمة الإدارية، وأن يطالب بخبرة لتحديد القيمة الحقيقية للأرض. وأضاف البصراوي في تصريح ل»التجديد» لقد دأب المكتب الشريف للفوسفاط على اقتناء الأراضي بأثمنة رمزية، ويضع يده على الأرض لفترة طويلة قبل تعويض السكان. ونوه البصراوي أنه مادامت الأراضي موضوع الحديث تنتمي لأراضي الجموع ويعيش منها السكان، فإن على المكتب الشريف للفوسفاط أن يعمل على منح السكان تعويضا محترما سواء كان الاتفاق حبي أو كان عبر الجهاز القضائي. أما عن جوهر مطالب ساكنة أولاد عزوز فيقول محمد البستي وهو من أعيان الجماعة: مطالبنا واضحة وأهمها تعويضنا بشكل شامل عن كل ممتلكاتنا وأن يتم ذلك بحضور السكان، وأن لا يتم ذلك في غفلة عنهم وأن يسمح لنا باستثمار واستغلال أراضينا وماشيتنا إلى حين حاجة المكتب الشريف للفوسفاط للأرض من أجل الإستغلال المباشر. وتسائل البستي كيف يعقل أن يتم تعويض سكان الدواوير المجاورة مثل دوار أولاد علي بمبالغ مالية مهمة في حين نحن أولاد عزوز يتم تعويضنا بمباليغ هزيلة. ويعد ملف مدرسة الجماعة من أهم المشاكل التي استجدت على الساحة، لاسيما مع الدخول المدرسي الحالي. فالواقع التعليمي بالجماعة يعرف عدة مشاكل منها غياب الأقسام الملائمة للدراسة، و ظاهرة الأكتظاظ بالفصول، وتعدد المستويات داخل الفصل الواحد. كما جاء ترحيل المدرسة مع بداية الموسم على بعد12 كلم لتزيد المشاكل استفحالا. ويقول بهذا الصدد سكان المنطقة أن إبعاد المدرسة يعتبر أحد الأساليب التي تستعملها السلطة من أجل الضغط على السكان بغية ترحيلهم. ويضيف مصطفى عزا من فعاليات المنطقة كيف يعقل أن يتم ترحيل المدرسة في الوقت الذي مازال فيه النزاع قائما بين السكان والمكتب الشريف للفوسفاط. بينما السلطة تعتبر تحويل المدرسة ما هو إلا تنفيذ لما التزمت به مختلف الأطراف من كون الترحيل سيتم في غضون الصيف المنصرم، وبالتالي جاء قرار ترحيل المدرسة.