عين مجلس الوزراء اللبناني العميد وفيق الجزيني قائدا لجهاز الأمن العام خلفا للواء جميل السيد، الذي قدم استقالته قبل ستة أشهر، وهو رهن الاعتقال حاليا بتهمة الضلوع في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قبل ثمانية أشهر. وقال وزير الإعلام غازي العريضي بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن التعيينات الأمنية لا تعني بالضرورة ضبط الوضع الأمني، وإن كانت خطوة مهمة جدا على طريق إعادة البناء المؤسسات الأمنية، مضيفا أن مسلسل الإجرام والإرهاب مستمر. وكان آخر هذا المسلسل محاولة في شمال بيروت السبت الماضي لتفخيخ سيارة القاضي نظيم الخوري الذي يجري تحقيقا في قضايا فساد، وقالت مصادر بلبنان إنه تلقى تهديدات في الأيام الأخيرة. وقد غادر ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق في اغتيال الحريري بيروت أمس وسط تضارب في الأنباء حول ما إذا كان سيطلب تمديد مهمته بعد رفعه تقريرا إلى مجلس الأمن يوم ال52 من هذا الشهر. وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ذكر أن ميليس سيتخذ الإجراءات اللازمة لتمديد مهمته إلى 51 دجنبر القادم. وعاد السنيورة أول أمس ليذكر حسبما نقلت عنه صحيفة النهار أن المحقق الدولي لا يمكنه أن يودع تقريره ويمضي، وإن كان القرار النهائي يعود إلى القضاء اللبناني. واعتبر السنيورة أن لبنان ما زال بحاجة إلى مظلة الأممالمتحدة لاستكمال تنفيذ القرار، خصوصا إذا كان ثمة حاجة إلى محكمة دولية. غير أن ستيفان دوجارك الناطق باسم الأمين العام الأممي كوفي عنان قال إن المنظمة الأممية لم تخطر بطلب لتمديد مهلة ميليس الذي ما زال في طور صياغة تقريره. من جهته حمل النائب سعد الحريري زعيم أكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب اللبناني على الرئيس إميل لحود ووصفه بأنه فاقد للشرعية، ويتدخل في كل شيء. وقال الحريري في لقاء مع صحيفة الحياة إن الجميع يعرف أن التمديد للحود تم بالضغط والإكراه والترهيب من قبل السلطة السورية. وأضاف أن لحود رئيس موجود وعلى الحكومة أن تتعامل معه لكن هذا لا يعني أننا راضون ومرتاحون، وبرر عدم تمسك كتلته البرلمانية بتغييره بكون الوقت لم يكن مناسبا وبأن ذلك كان من شأنه أن يحدث فراغا دستوريا.وقال الحريري إنه غادر البلاد بعد اكتشاف مخطط لاغتياله، وأشار إلى أن الوضع الأمني لا يسمح له بالعودة إلى لبنان حاليا، وأن جهات دولية طلبت منه المكوث في الخارج لأسباب أمنية، رافضا التكهن بما سيؤول إليه تحقيق ميليس، ومكتفيا بالقول إنه واثق من احترافيته ولن يسمح بتسييس تقريره. ويقيم الحريري في الخارج منذ شهرين بعد سلسلة حوادث التفجير والاغتيال التي أعقبت اغتيال والده يوم 41 فبراير الماضي.