أقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع، يوم الثلاثاء 14 يونيو 2016 تفتيش السفن في عرض البحر قبالة سواحل ليبيا بحثا عن أسلحة مهربة في حملة تهدف للتصدي لعمليات تهريب الأسلحة لهذا البلد. واقترح الاتحاد الأوروبي على مجلس الأمن قرارا لتوسيع نطاق العمليات البحرية في البحر المتوسط وهي عمليات وافق عليها المجلس في أكتوبر 2015 لاعتراض القوارب التي تقوم بتهريب البشر واحتجازها. وعبر المجلس عن قلقه البالغ من "استخدام الأسلحة والمواد ذات الصلة من قبل الجماعات الإرهابية التي تنشط في ليبيا وبينها تنظيم الدولة (داعش)" وقال المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر، للصحفيين قبل التصويت على مشروع القرار إن القرار "قد يغير قواعد اللعبة" بالنظر للكميات الكبيرة من الأسلحة التي يتم تهريبها قبالة السواحل الليبية. بدوره، قال مبعوث الأممالمتحدة لليبيا، مارتن كوبلر، في مجلس الأمن الأسبوع الماضي إن ليبيا تسبح في بحر من الأسلحة بوجود 20 مليون قطعة سلاح في هذا البلد الذي يسكنه ستة ملايين نسمة. وأضاف كوبلر "هذه الأسلحة لا تهبط من السماء لكنها تأتي من خلال شحنات غير قانونية من البحر والبر. هذه الأسلحة تؤجج الصراع. يجب وقف هذه الشحنات إذا كان ثمة أمل في إحلال السلام بليبيا". وفرض مجلس الأمن عام 2011 حظرا على السلاح لليبيا حين كانت كتائب العقيد المقتول معمر القذافي تتصدى للمحتجين المطالبين بالديمقراطية والحرية. وقال مراقبون من الأممالمتحدة لمجلس الأمن العام الماضي 2015 إن ليبيا بحاجة لمساعدة من قوة بحرية دولية لوقف تدفق الأسلحة منها وإليها. وأعقبت الإطاحة بالقذافي عام 2011 فوضى في البلاد بوجود حكومتين مدعومتين من فصائل مسلحة تتصارع للسيطرة على البلد الغني بالنفط. وسمح فراغ السلطة ل"داعش" بإرساء موطئ قدم لها هناك. وقال المندوب البريطاني، ماثيو رايكروفت، إن حظر الأسلحة المفروض بالفعل لم يوقف تدفق الأسلحة وإن الأسلحة غير الشرعية في ليبيا "تمكن الإرهابيين من القتل والإصابة والتسبب في مزيد من الفوضى للشعب الليبي والمنطقة". وتشكلت في وقت سابق هذا العام حكومة وفاق وطني تدعمها الأممالمتحدة وترى فيها دول غربية أفضل أمل لتوحيد الفصائل السياسية العديدة في ليبيا. ويسمح لحكومة ليبيا باستيراد أسلحة بموافقة لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن. ويطالب القرار الدول "ببذل جهود مخلصة للحصول أولا على موافقة الدول التي ترفع السفن أعلامها قبل أي عمليات تفتيش" كما طالب تلك الدول صاحبة الأعلام بالتعاون.