ترأس الملك محمد السادس حفل تنصيب أعضاء المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجامعة القرويين بفاس يوم الثلاثاء 14 يونيو 2016 وألقى خطابا بالمناسبة. واعتبر الملك أن قرار إحداث هذه المؤسسة، ليس نتاج ظرفية طارئة، و لا يهدف لتحقيق مصالح ضيقة أو عابرة، وإنما يندرج في إطار منظور متكامل، للتعاون البناء، والتجاوب الملموس، مع مطالب عدد من البلدان الإفريقية الشقيقة، على الصعيدين الرسمي والشعبي، في المجال الديني. وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في كلمة له أن التوجه الافريقي لسياسة الملك يستمد تميزه من الأواصر الجغرافية والروابط التاريخية والأسانيد العلمية والمسالك الروحية، والاشتراك بين المغرب وعدد من بلدان افريقيا في الثوابت الدينية والعقدية والمذهبية. ويتكلف هذا المجلس بالشؤون العامة للمؤسسة، حيث يتداول في كل القضايا التي تهمها، ويتخذ جميع القرارات التي تمكنها من تحقيق أهدافها، لاسيما تحديد التوجهات العامة للمؤسسة، ودراسة برنامج عملها السنوي والمصادقة عليه،إلى جانب مشروع ميزانية المؤسسة، ومشروع النظام الداخلي. ويعمل على دراسة القضايا المحالة عليه من قبل رئيس المؤسسة، وترشيحات الأعضاء الجدد بها وعرضها على الرئيس والمصادقة على التقرير المتعلق بالحصيلة السنوية لأنشطتها وتقريرها المالي. كما يطلع على التقرير الذي ينجزه خبير الحسابات حول الوضعية المحاسبية للمؤسسة. وفي ما يلي نص الخطاب الذي ألقاه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء 15 يونيو 2016 ، بجامع القرويين بفاس خلال حفل تنصيب أعضاء المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة… "الحمد لله ، والصلا ة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه، معشر العلماء الأجلا ء ، حضرات السيدات والسادة، يسعدنا في هذا اليوم المبارك، أن نتولى تنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. وهي مبادرة تجسد عمق الأواصر الروحية العريقة، التي ظلت تربط الشعوب الإفر يقية جنوب الصحراء بملك المغرب أمير المؤمنين، ولما يجمعنا بها من وحدة العقيدة والمذهب، والتراث الحضاري المشترك. كما نعتبرها لبنة إضافية، تعزز توجهنا الاستراتيجي، للارتقاء بعلاقات التعاون السياسي والاقتصادي، التي تجمع المغرب بعدد من الدول الإفريقية الشقيقة، إلى شراكة تضامنية فعالة، في مختلف المجالات. حضرات السيدات والسادة، إن قرارنا بإحداث هذه المؤسسة، ليس نتاج ظرفية طارئة، و لا يهدف لتحقيق مصالح ضيقة أو عابرة، وإنما يندرج في إطار منظور متكامل، للتعاون البناء، والتجاوب الملمو س، مع مطالب عدد من البلدان الإفريقية الشقيقة، على الصعيدين الرسمي والشعبي، في المجال الديني. ومن أبرز تجليات هذا التجاوب، قبول العديد من الطلبة الأفارقة، للدراسة في معهد محمد السادس لتكو ين الأئمة والمرشدين والمرشدات. معشر العلماء الأجلاء، إننا نعتبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، إطارا للتعاون وتبادل التجارب، وتنسيق الجهود، بين العلماء، للقيام بواجبهم، في التعريف بالصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، وبقيمه السمحة، القائمة على الاعتدال و التسامح والتعايش، وجعلها في خدمة الأمن والاستقرار والتنمية بإفريقيا. وإننا لواثقون بأن هذه المؤسسة، بمختلف فروعها في البلدان الإفريقية، ستقوم إلى جانب كل الهيآت الدينية المعنية، بدورها في إشاعة الفكر الديني المتنور، ومواجهة مايروج له بعض أدعياء الدين، من نزوعات التطرف والانغلاق والإرهاب باسم الإسلام. وهو منها براء. معشر العلماء الأجلاء، لقد قررنا أن نجعل مقر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بمدينة فاس، اعتبارا لمكانتها الدينية كعاصمة علمية وروحية للمغر ب. كما أن اختيار فاس، ينبع من تقديرنا لمكانتها في قلوب الأفارقة. وفقكم الله وسدد خطاكم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".